بدأ موسم جني التمور "الصرام" في أشجار نخيل واحة الأحساء، لتتحول هذه الفترة إلى مناسبة اجتماعية سعيدة بين أوساط مزارعي النخيل في المحافظة، وبالأخص كبار السن منهم، فيما يشبه احتفالية العيد المليئة بالبهجة والفرحة، وسط ترديد الأهازيج الشعبية أثناء جني محصول التمور من النخيل، وقطع عذوقها، حتى أصبحت مناسبة اجتماعية واقتصادية ينتظرها المزارعون في كل عام . وأشار شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي في حديثه ل "الوطن" أمس إلى أن مواسم "الصرام" في الأحساء قديماً وحديثاً، تعتبر يوم فرح ومحبة لجميع أفراد الأسرة، حيث يحتفل المزارع وأسرته بجني محصولهم، موضحاً أن مجموعة من المزارعين في الأحساء، وخاصة كبار السن، ما زالوا يحتفلون بهذه المناسبة. وأضاف الحليبي: عادة ما يجتمع 5 مزارعين لجني محصولهم كل منهم يقوم بدوره، فالأول يسمى "الصرّام"، وهو المزارع الذي يقوم بقطع العذوق من النخلة بعد نضجها، والثاني "السفّار" وهو المزارع الذي يفرش الفرش على الأرض ليتساقط عليها التمور، والثالث يسمى "الرفّاع"، وهو الشخص الذي يقوم برفع التمور من الأرض ونقلها إلى المستودعات لتخزينها، والرابع والخامس اللاقطان وهما يقومان بتنقية التمور الجيدة وإبعاد الرديئة وفرزها حسب أصنافها. وأكد الحليبي أن مزارعي الأحساء، طيلة عملهم في صرام النخلة، يذكرون الله ويبتهلون بالدعاء، من خلال أهزوجة شعبية معروفة لدى جميع المزارعين " يا الله.. أعانه الله"، "أحدهم يقول يا الله والآخرون يردون أعانه الله" بصورة متتالية وسريعة وبصوت عال. وأضاف المزارع علي المسلم أن للموسم سابقاً، برنامجا احتفاليا، أشبه بالكرنفالات الحالية، وبالأخص داخل الأسرة الواحدة، فجميع أهل صاحب المزرعة يجتمعون ويحتفلون بهذه المناسبة بمشاركة أبنائه. وذكر المزارع حسين العيسى أن موسم "الصرام" يعتبر موسم فرح وخير وبركة، كما يحرص المزارعون على التصدق بجزء من تمورهم لسد حاجة الفقراء، وهي من العادات الإيجابية المتوارثة في كل موسم، ويهدي أول إنتاج مزرعته إلى أحبائه وأقربائه، باعتبار أن بداية المنتج يكون الأغلى ثمناً والأكثر رغبة في الحصول على هذه الثمرة المحببة للجميع، فهي تعتبر الهدية الأثمن والأغلى.