ما زال جيش جنوب السودان يحاول حتى أمس استعادة مدينة بور الاستراتيجية من المتمردين، في حين تتعثر مفاوضات السلام في أديس أبابا بين الطرفين حول مسألة الإفراج عن أسرى مقربين من المعارضة. ووجه رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، وزير العدل بحكومة بلاده بتسريع إنهاء التحقيق مع المعتقلين السياسيين، البالغ عددهم 11 شخصاً، حتى يتسنى له إصدار قرار بالإفراج عنهم استجابة للضغوط الدولية التى طالبته بذلك، فيما طالب قائد المتمردين رياك مشار، بإطلاق سراح المعتقلين نظير توقيعه على وقف إطلاق النار. وكشف وزير خارجية إثيوبيا، سيوم مسفن، الذي التقى مشار ضمن وفد "إيقاد"، عن مقترح تقدمت به الوساطة لسلفاكير بإطلاق سراح المعتقلين، ليشاركوا في عملية التفاوض على أن يظلوا تحت وصاية الأممالمتحدة والإيقاد. وقال مبعوث الإيقاد، إن سلفاكير أبدى استعداده للنظر في أي طريقة من شأنها معالجة ذلك، وأوضح أن بعض المعتقلين لديهم تهم يجب أن يسمع ردهم فيها والتعامل معهم وفق القانون. وبالمقابل، جدد مشار، لدى لقائه مبعوثي الإيقاد على الحدود الإثيوبية اتهامه لأوغندا بالتدخل المباشر في الحرب بجنوب السودان، وحدد بعض المناطق التي قال إن الطيران الأوغندي يقصفها. من جهة ثانية، أعلن وزير الإعلام بولاية أعالي النيل بجنوب السودان فيليب جيبن، عن غرق أكثر من 180 شخصا على متن عبارة كانت تقلهم من "ملكال"، بعد سريان شائعة بهجوم وشيك من قبل قوات مشار على المدينة، تسببت في حالة من الهلع وسط السكان ما أدى إلى فرار المئات باتجاه الغرب. وأشار إلى جولة لرئيس هيئة أركان الجيش الشعبي جيمس هوث لمدينتي بانتيو وملكال. وقال إن مواطني بانتيو التي استردها الجيش الشعبي مؤخراً يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة. وأكد وزير الإعلام أن إعادة السيطرة على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلى باتت مسألة زمن ويمكن أن يدخلها الجيش خلال الساعات المقبلة. من جانبه، حذر حزب الإصلاح الآن، الحكومة السودانية، من خطورة التدخل كطرف ضد الآخر في الصراع الدائر في دولة الجنوب، مشيراً إلى أن الخطوة ستفقدها الحيادية، مشدداً على ضرورة القيام بدور أكيد لنزع فتيل الأزمة وإيقاف الحرب بين الفرقاء الجنوبيين.