عقد وفد وساطة دول منظمة التنمية لدول شرق أفريقيا المعروفة ب (إيقاد)، الساعي لإنهاء النزاع الدامي بجنوب السودان لقاءً نادراً مع زعيم المتمردين الدكتور رياك مشار في مكان ما في أحراش ولاية جونقلي. وقال المتحدث باسم المتمردين يوهانس موسى في اتصال هاتفي مع "الرياض" ان الوسطاء طرحوا على مشار اتفاقاً جزئياً لوقف العدائيات مع حكومة سلفاكير ميارديت، لا يشمل إطلاق سراح المعتقلين وأرجأ مشار الرد على الوساطة لحين التشاور مع وفده المفاوض وقادته الميدانيين. ويتألف فريق الوساطة من: السوداني الفريق محمد أحمد الدابي، والإثيوبي سيوم مسفن، والكيني لازوراس سيمبويا وانضم اليهم من جوبا في رحلتهم الى مشار المبعوث الامريكي لجنوب السودان رونالد هوث. وتطرح ورقة لوساطة "إيقاد" هدنة بين الطرفين لوقف القتال والإفراج عن تسعة معتقلين في جوبا أبرزهم: الأمين العام السابق للحركة الشعبية باقان أموم، والقيادي في الحركة دينق ألور، ووزير المالية السابق كوستي مانيبي. ويتمسك سلفاكير بعدم الإفراج عن المعتقلين إلا بعد عقد محاكمات بتهم التورط في محاولة إنقلابية فاشلة في 15 ديسمبر الماضي، بينما يربط مشار التوقيع على الهدنة بالافراج عن هؤلاء مع خمسة آخرين موقوفين بجوبا. وأبلغ المتحدث باسم المتمردين يوهانس موسى "الرياض" أن الوسطاء عرضوا على نائب رئيس حكومة الجنوب المقال مشار، اتفاقاً لوقف إطلاق النار لا يشمل الإفراج عن المعتقلين. واتهم موسى الحكومة المركزية في جوبا بعدم الجدية والسعي لتعقيد الأزمة لأنها تتحدث عن محاكمة المعتقلين، وذلك بعد أن أوصى مجلس الوزراء يوم الجمعة بالإسراع في محاكمة المعتقلين. وأكد موسى أنه وفقاً للأجندة كان يفترض التوقيع على اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين في وقت واحد، وزاد "لكن ما طرحه الوسطاء يتناقض مع ذلك تماماً". وأضاف "الكرة الآن في ملعب (إيقاد).. لم يعد وفدا التفاوض حتى الآن إلى المفاوضات المباشرة". وظهر مشار خلال اللقاء مع الوسطاء مرتدياً البزة العسكرية وملتحياً وأشيب، وتبدو عليه علامات الإرهاق وهو يتكئ على عصاة، ربما أراد أن يرسل بها رسالة إلى أنصاره من قبيلة النوير ثاني أكبر قبائل الجنوب التي تشير إحدى تعويذاتها إلى عصاة. وكان مشار قبل أكثر من عام تسلَّم عصا تاريخية لجده من بريطانيا، تحاك حولها أسطورة مفادها أن النوير سيحكمون الجنوب وسيحكمهم رجل ذو (فلجة) بملامح تنطبق على مشار. مشار يتفاوض مع وفد الوساطة