أفشلت السلطات اليمنية ثلاث محاولات لاقتحام مبان ومقار حكومية في الضالع، ولحج والمهرة، جنوبي البلاد، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى باشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الحراك الجنوبي، بينهم محافظ لحج، الذي أصيب خلال محاولة الحراك اقتحام مبنى إذاعة لحج. وكان شخصان قتلا وأصيب عدد آخر من الجنود وأنصار الحراك بعد اشتباكات عنيفة جرت بين حراسة مبنى محافظة الضالع وعناصر الحراك استمرت ساعات بسبب رفض الأمن لهم باقتحام مبنى المحافظة ورفع علم دولة الجنوب السابقة عليه. وأشارت المصادر إلى مقتل جندي داخل المحافظة وأصيب آخران، فيما قتل مواطن بسوق سناح وأصيب نحو عشرة آخرين إثر اشتباكات اندلعت بالقرب من السوق. وفي لحج أصيب محافظ لحج بتبادل لإطلاق نار بين حراسة مبنى إذاعة لحج ومجاميع اقتحم أفرادها الإذاعة والسيطرة عليها لإذاعة بيانات للحراك الجنوبي. وتمركز المسلحون في المبنى، ما اضطر المحافظ أحمد المجيدي بقيادة حملة أمنية لاستعادة السيطرة عليها، إلا أنه تعرض لإصابة طفيفة بشظية، نقل على إثرها لمستشفى بن خلدون لتلقي العلاج. وكانت مجاميع من عناصر الحراك بمديرية سيحوت بمحافظة المهرة حاولت الاستيلاء على المجمع الحكومي بالمديرية، وإدارة الأمن. وأكد مدير أمن سيحوت العقيد عبدالملك صالح العمري أن أحداث الشغب التي قام بها مسلحو الحراك الجنوبي جوبهت من الأمن وبمجاميع من المواطنين، حيث قامت مجموعة من قبيلة بيت زياد بالحشد للانضمام والتعاون مع رجال الأمن بالمديرية والتصدي لتلك الأعمال. وجاءت هذه التحركات في أعقاب تنفيذ ما صار يعرف ب"الهبة الشعبية" التي نفذها رجال القبائل بحضرموت الجمعة الماضية للمطالبة بتسليم حضرموت لأبنائها بهدف إدارتها، لكن خلافات بدأت بالظهور بين حلف قبائل حضرموت وتيار البيض بعدما تجاوز تيار البيض التفاهمات بشأن مطالب الهبة. من جهة أخرى، توقفت حركة الطيران موقتا قبل ظهر أمس في مطارات اليمن بسبب إضراب عمالي تم تعليقه بعد اتفاق بين النقابات ووزارة النقل. وقال وزير النقل اليمني عبدالله باذيب للمضربين في مطار صنعاء "توصلنا لاتفاق لتعليق الإضراب حتى الأربعاء". وتم إلغاء خمس رحلات من مطار صنعاء أمس، كما أعلن المدير العام للمطار خالد أحمد الشايف. كما علقت حركة الطيران في مطارات اليمن الأخرى بما في ذلك مطار عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، حسبما أفاد نقابيون. وأكدت نقابات الطيران المدني والأرصاد في بيان، أنها دعت للإضراب بسبب "مصادرة أرصدة (هيئة الطيران المدني) والتدخل في استقلاليتها، الأمر الذي أثر سلبا على نشاط الهيئة والعجز في مواجهة النفقات التشغيلية للمطارات ومرتبات وحوافز الموظفين للشهر الماضي والشهر الحالي. وذكر أحد النقابيين أن وزارة النقل سحبت نحو 50 مليون دولار من أرصدة هيئة الطيران لصالح الخزينة العامة، فيما تتمتع الهيئة بالاستقلالية بحسب نظامها. ووعد الوزير اليمني بإعادة الأرصدة يوم الأربعاء بطلب من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ما أدى إلى الاتفاق على تعليق الإضراب. وقال "أصدر الرئيس هادي توجيهاته بإعادة 32 مليون دولار و11 مليون يورو مخصصة لمشاريع استثمارية" في الهيئة.