في الوقت الذي دعا فيه وزير العمل السعودي المهندس عادل فقيه الدول العربية لضرورة تطوير النظم المعلوماتية التي توضح البيانات التي يحتاجها أصحاب القرار، ليتمكنوا من رسم خطط وسياسيات مقننة وفق أرقام صحيحة، كشف مدير عام منظمة العمل العربية أحمد لقمان عن بلوغ نسب البطالة في بعض الدول العربية 40%، مؤكدا أن نسبة البطالة في الوطن العربي ازدادت من 13% إلى 16% خلال العامين الماضيين. وقال لقمان أمس خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن موعد المنتدى العربي الثاني للتشغيل والتنمية، إن عدم توفر البيانات الصحيحة والدقيقة يشكل عائقا كبيرا، مبينا أنه في حال تم وضع أرقام دقيقة فإن ذلك سيساعد أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة، كون البيانات صحيحة، مشيرا إلى أن المملكة تعتبر أكبر سوق عربي يستوعب نسبة كبيرة من العمالة ومن أكبر أسواق العمل التي تستوعب العمالة العربية. أما وزير العمل السعودي الذي امتنع عن إجابة "الوطن" حول عدم توظيف بعض حملة البكالوريوس من قسم هندسة البترول والغاز، وكيف سيعالج المنتدى مثل هذه القضية، مفضلاً طرح هذا السؤال في مؤتمر أو لقاء خاص بالشأن المحلي، فقد أوضح أن وزارته بدأت الاستثمار في تطوير أنظمة المعلومات، حتى تتمكن من عرض هذه المعلومات بشكل ميسر، ولتتمكن كل الدول المرسلة للعمالة إلى المملكة من دراسة هذه المعلومات والتخطيط لتوفير وتأهيل الكوادر بشكل يناسب احتياجات سوق العمل السعودي. وبالعودة إلى لقمان فقد أشار إلى تعهد الدول العربية خلال قمة الكويت، بتخفيض البطالة إلى النصف وبتخفيض نسبة المشتغلين الفقراء ومنح أولوية للتعليم الفني، مبينا أن كل ذلك لم يتم. وأضاف لقمان أن معدل النمو في الوطن العربي 2.4 مقابل معدل عالمي يبلغ 1.7، ونمو قوة العمل العربية نحو 3.1 مقابل 2.5 عالميا، مؤكدا أنه وفق هذه الأرقام فإن الوطن العربي بحاجة لتوفير أكثر 5 ملايين فرصة عمل سنويا. وبين مدير منظمة العمل أن الدول العربية قبل عام 2010 كانت توفر ما بين 3 إلى 3.5 ملايين فرصة عمل سنويا، إلا أنها في السنتين الماضيتين تراجعت هذه القدرة بسبب الظروف في بعض المناطق العربية وبالتالي نتجت نسب البطالة المرتفعة، مضيفا: "البطالة في الوطن العربي بطالة شباب بالمقام الأول، وبطالة شباب مؤهل بالمقام الثاني، وأيضا فيما يتعلق بالإناث، لذلك قررنا أن ينعقد هذا المنتدى الثاني تحت عنوان -نحو حماية اجتماعية وتنمية مستدامة-". وأوضح لقمان أن الهيكل الاقتصادي الحالي في المنطقة العربية لا يتناسب مع حجم الاندفاع الكبير في مجال التعليم، مشيرا إلى أن 80% من العاطلين هم من حملة المؤهلات، مؤكدا أن التأمين ضد البطالة عنصر أصبح مهما في الوطن العربي. وذكر لقمان التحديات التي تواجه سوق العمل العربي، واصفا إياها بالكبيرة ومنها متطلبات سوق العمل ومخرجات التعليم وعدم التوافق بينهما، مبينا أنه وفي أحيان كثيرة هناك مهارات وقدرات يجب أن تضاف لهذا الكم من العاطلين، لافتا إلى أن العاطلين أكبر من إمكانية استيعابهم، مضيفا: "نسبة البطالة 16% وعدد العاطلين تقريبا 20 مليون عربي". وحول عمل المرأة قال لقمان: "ما زالت هناك مبررات اجتماعية كبيرة، وهي في تراجع بمرور الوقت حول قضية استيعاب الأعمال للفتيات"، مبينا أن السوق السعودي بدأ يتحول ويرحب بتوظيف الفتيات، مشيرا إلى أنه هذا يعتبر من ضمن التحديات التي تواجه منظمة العمل العربية.