شاركت مؤسسة الفكر العربي بصفتها "شريك الإبداع الفكري"، في مؤتمر "القمة العالمية للريادة والابتكار"World Summit on Innovation and Entrepreneurship الذي عُقد بين 9 و11 أكتوبر 2013 في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية. جاءت المشاركة قبيل شهرين من انعقاد مؤتمرها السنوي "فكر 12"، في إطار سعي المؤسّسة لتضع نفسها على خارطة الإبداع، من خلال التواصل مع جهات متنوعة في مجالات الإبداع والريادة، ومع خبراء من مختلف أنحاء العالم، وإلقاء الضوء على مساعيها في تحفيز الإبداع وتشجيع أصحاب المواهب والأفكار في الوطن العربي، فضلاً عن نقل رؤيتها وأهدافها ومشروعاتها، بما فيها من غنى وخصوصية، تشمل رحاب وطنٍ عربي غني بطاقاته الفكرية والشبابية، مع كلّ ما يتيحه ذلك من فرص الاطلاع على تجارب عالمية في مجال الابتكار والتخطيط المبدع، إذ تمنح المؤسّسة سنوياً جائزة "الإبداع العربي" في سبعة مجالات مختلفة، إضافة إلى جائزة "أهمّ كتاب عربي". الأمين العام المساعد والمدير التنفيذي لمؤتمرات "فكر" تناول في إحدى الجلسات الرئيسة، دور مؤسّسة الفكر العربي في إثراء نمط حياة المفكرين العرب الثقافية، من خلال تحفيز الحوارات والنقاشات فيما بينهم، حول موضوعات تهم الوطن العربي عموماً، والمواطن العربي بشكل خاصّ. وتحدث عن القدرات الكامنة التي يطلقها تلاقح الأفكار بين المفكرين والمثقفين في الزمان والمكان عينهما، لتبادل الخبرات، فضلاً عن أهميّة الحفاظ على اللقاءات المباشرة والحيّة بين هذه النخب الفكرية، التي تترك انطباعاً إيجابياً وأثراً كبيراً، لا يمكن اختباره عبر أي وسيلة من وسائل التواصل المجتمعي الإلكترونية، خصوصاً في مجتمع متصل ومتواصل بشكل كامل، لكنه يفتقر إلى لغة التواصل البشري. وركزت "فكر" في مداخلاتها على التغيير والإبداع الفكري في الوطن العربي، في ظل التغييرات الاجتماعيّة والثقافيّة الحاصلة، إذ تمّ ابتكار أساليب متنوّعة لإيصال الرسالة والوصول إلى الهدف والمعرفة، التي لها أثر كبير في تفعيل الفكر الإبداعي لدى الشباب خصوصاً. والتوقف عند الفرص المستقبلية للإبداع ومجالاته، في عالم أصبحت فيه المعلومة متاحة، وتتسابق فيه أقطاب التكنولوجيا في تقديم الخدمات وتسريعها، وأصبحت تنافسية القدرة على الإبداع تكمن في القدرة على إظهار المزايا الإضافية وتحقيق الإنتاجيّة الأكبر. هنا يبرز دور المؤسّسات، كمؤسّسة الفكر العربي، من حيث ريادتها وقدرتها على الحفاظ على صلتها بمجتمعها، وعلى الثقة بمحيطها، وتطوير العلاقات. يشار إلى أن هذه المشاركة هي الثانية لمؤسّسة الفكر العربي، في مؤتمر عالمي تتلاقى أهدافه مع أهدافها، خصوصاً لجهة الاهتمام الذي توليه للإبداع والتنمية الفكرية، من خلال مشروعاتها الثقافية المختلفة، بما فيها جائزة الإبداع العربي، التي تمنحها المؤسّسة كمكافأة للتميّز، إضافة إلى برنامج الشباب الهادف إلى إشراك هذه الفئة العمرية في صنع القرار، وخلق جيل جديد من المثقفين والمفكرين الواعين بقضايا أمتهم، وإيجاد نماذج ناجحة للشباب العربي.