في الوقت الذي ارتفع فيه رتم بعض المباريات في الجولة الثانية من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، إلا أن تدخل "الهفوات" التحكيمية تسبب في عرقلة بعض الفرق وحال دون تحقيقها نتائج إيجابية. وبسبب هذه التقديرات الخاطئة، تحولت الأفضلية ميدانياً وعلى مستوى النتيجة في نهاية الأمر إلى مصلحة فرق كانت أقرب إلى الخسارة، أو على الأقل الخروج متعادلة في مبارياتها. ورغم هذه السلبية من قبل قضاة الملاعب إلا أن مستوى المباريات في هذه الجولة ارتفع إلى درجة مثالية عالية خصوصا وأنها شهدت توفر عدد من الفرص الخطرة، كما ارتفع مستوى الإثارة والسرعة خلال شوطي هذه اللقاءات. أسرع المباريات تسجيل لاعبي الهلال لهدفين سريعين في مرمى الاتفاق، تسبب في إحداث صدمة لمنافسهم إلا أن ردة الفعل كانت إيجابية على غير العادة في مثل هذه الظروف، وهذا ما مكن لاعبي الاتفاق من خلق عدد من الفرص الخطرة حتى جاء هدف تقليص الفارق في وقت هام جداً مع نهاية الشوط الأول، وأعاد هذا الهدف كثيراً من الثقة بأن الفريق الاتفاقي قادر على تعديل النتيجة بفضل سرعة الانتشار التي يجيدها لاعبوه بمجرد الاستحواذ على الكرة من لاعبي وسط وهجوم الهلال، إضافة لوجود مساحات كبيرة خلف لاعبي محور ارتكاز الهلال، اللذين تفرغا لمساندة الهجوم على حساب أدوارهما الدفاعية. وفي ظل غياب التوجيه المطلوب من قلبي الدفاع، إلا أن صدمة هدف سالم الدوسري كانت مؤثرة في نفسيات لاعبي الاتفاق، حيث صعبت عليهم مهمة تعديل النتيجة بعد الجهد المبذول قبل تسجيل هذا الهدف. وتعد مباراة الهلال والاتفاق الأسرع من حيث الإيقاع في هذه الجولة، كما أنها شهدت هدفين سريعين وهجمات هنا وأخرى هناك في إشارة إلى الوصول السريع من لاعبي الفريقين إلى المرميين، إضافة إلى أنها شهدت تخلي عدد من اللاعبين عن أداء أدوارهم التكتيكية. أقوى التحولات الإنذاران الأصفران لمهاجم الاتحاد مختار فلاتة بدواعي التمثيل وبالتالي استبعاده بالبطاقة الحمراء في الدقيقة 37 من قبل الحكم عامر الشهري، كانا نقطة تحول كبيرة في مباراة العميد ومضيفه العروبة (حلوة الجوف). ففي الوقت الذي كان الاتحاد يستحق فيه ركلة جزاء قد يستفاد منها في تسجيل هدف التقدم، تسبب التقدير غير السليم من الحكم في حرمان الفريق من هدافه مختار فلاتة ومن ركلة جزاء في الشوط الأول. وأمام هذه التقلبات لم تسعف مدرب الاتحاد بينات أوراقه البديلة لحفظ توازن الفريق حتى جاء هدف العروبة (69) إثر الجرأة الهجومية التي لجأ لها مدربه جميل بالقاسم، وأثمرت عن تسجيل هدف المباراة من البديل مشاري العنزي كأول أهداف الفريق في دوري المحترفين. وكان لهذا الهدف تأثيرات سلبية على لاعبي الاتحاد، وبالمقابل منح لاعبي العروبة دفعة معنوية كبيرة بالمحافظة عليه في الزمن المتبقي. نجاح المرتدات أدى تسجيل الشباب هدفاً في الدقيقة 9 في مباراته أمام الشعلة واستبعاد البرازيلي فرناندو بالبطاقة الحمراء 39، إلى إجبار الفريق على طريقة لعب قل ما يلعب بها، وهي الاعتماد على إغلاق المساحات ومن ثم الانتشار بشكل سريع مستفيداً من سرعة البرازيلي رافهينا وحسن معاذ وسعيد الدوسري إضافة للمهاجم الوحيد نايف هزازي. وكان الفريق الشبابي قريباً من تعزيز هدفه الوحيد في كثير من دقائق الشوط الثاني وتحديداً في الوقت الذي بالغ فيه لاعبو الشعلة في بناء الهجمات عن طريق الكرات العرضية التي سهلت المهمة أمام دفاع ووسط الشباب. هدف جلب ثلاثة احتاج لاعبو الفتح إلى 13 دقيقة حتى يصلوا إلى شباك مرمى النهضة بواسطة حمدان الحمدان ما ساعدهم على تسجيل ثلاثة أهداف أخرى، وإضاعة عدد من الهجمات الخطرة نتيجة الفارق الفني بين الفريقين، ونتيجة حال الانسجام التي ميزت الفتح في هذه المباراة، خصوصاً أن توقيت الهدف الأول كان أحد عوامل هذه النتيجة الكبيرة، وأحد العوامل التي ساعدت الفتح ومدربه فتحي الجبال في اللعب بكل ثقة طوال المباراة. قمة غياب الأهداف الرغبة في الفوز بالمباراة كانت شعار فريقي الأهلي والنصر في مباراتهما على ملعب الشرائع بمكة المكرمة، وأدى هذا الأمر إلى فتح اللعب من الجانبين وسط توفر مساحات وضعف في الرقابة. كلا الفريقين بدا قريباً من هز شباك الآخر في الشوط الأول لكن يقظة حارسي المرميين إضافة إلى عدم التعامل الجيد مع اللمسة الأخيرة، حرماهما من تسجيل الأهداف طوال شوطي المباراة، وبالتالي حرم هذه القمة من متعة الأهداف والاكتفاء بالتعادل دون أهداف. وتعتبر المواجهة عادلة بحسب عدد فرص التسجيل في الجانبين، لكن هناك ملاحظة بدت واضحة وهي سوء تقديرات الحكم في مباراة حساسة بين فريقين كبيرين وفي هذا التوقيت الباكر. أدوار ملفتة الأدوار التكتيكية التي قام بها لاعب النصر شايع شراحيلي وسط الملعب وعلى طرفيه طوال الشوطين وبإجادته التحول من الدفاع إلى الهجوم والعكس، جعلته الأبرز من بين لاعبي الفرق ال14 في هذه الجولة، فعلى الرغم من الأدوار الملفتة التي قدمها القليل من اللاعبين خلال المباريات ال7، إلا أن شراحيلي النصر يعتبر الأبرز وصاحب الأداء الثابت طوال ال90 دقيقة.