على رغم حضور مباراة «دربي» الرياض بين النصر والهلال خلال مباريات هذه الجولة ال10، إلا أن المستويات الفنية بقت «منزوعة» الإثارة والندية، ولم يرتقِ الأداء الفني لدرجة الإقناع لمجمل هذه اللقاءات، التي لعبتها ال14 فريقاً في دوري زين السعودي، بل وضح التراجع نسبياً ما بين أداء الفرق في هذه الجولة، وما بين أدائها في هذه الجولة، مع التنويه أن فرق الشباب والهلال ونجران، والرائد، نالت «الأفضلية» في هذه المرحلة، نظير «الجهد» الذي بذل فوق المستطيل «الأخضر» من لاعبيها، حتى وإن كان لا يرتقي «للتميز»، إلا أنه «جهد» يحسب للاعبيها. الهلال من «الدربي» حقق هدفه لم يواجه فريق الهلال «استفزاز» منافسه النصر كما يحدث مع هذه المباراة المنتظرة بينهما، خصوصاً عقب هدف محمد الشلهوب الباكر الدقيقة (10)، الذي كان «صدمة» بالفعل على لاعبي النصر، وغيب معه ردة الفعل الإيجابية، التي من خلالها يتحرر لاعبوه من الضغوطات النفسية والعصبية، التي تسبق هذه المباريات، وبدل أن يكون هناك رغبة جماعية من لاعبي الفريق «الأصفر» إلى تعديل النتيجة تحول الأداء للاجتهاد طغت عليه الفردية، وهذا ما سهل على لاعبي الهلال التعامل مع مجرى دقائق الشوط الأول بهدوء وذكاء، حتى تمكنوا من تسجيل هدف ثانٍ، زاد أوضاع النصراويين تعقيداً، خصوصاً أن الفريق دون هوية على المستوى التكتيكي، أو من خلال الروح القتالية، تقدم فريق الهلال بهدفين في الشوط الأول، وإضافة هدف ثالث في الشوط الثاني، لا تعني تفوقه الكلي والمطلق على مجرى المباراة، ولا تعني وصول مستواه الفني لدرجة الإقناع، إلا أن تركيز لاعبيه ذهنياً طوال التسعين دقيقة، وحرصهم على عدم منح منافسهم مساحات في وسط الملعب، رغم الهدفين الباكرين في الشوط الأول، قلل هفواتهم، وأجبر منافسهم على اللجوء للعب الفردي، وهنا «تعطلت» الخطورة على المرمى الهلالي، رغم محاولات بينو الفردية، واجتهاده بالتصويب من مسافات مختلفة على مرمى خالد شراحيلي، وعاب على مدرب الهلال توماس دول تحفظه الكبير خلال شوطي المباراة، حتى وهو يرى معاناة منافسه باكراً مع الهدفين السريعين، إلا أنه بالغ في حذره، وعطل قوته الهجومية بإخراج المحترف الكوري والفريدي والشلهوب. انهيار هجر مقاومة لاعبي هجر لم تدم طويلاً وهم يواجهون لاعبي الشباب، الفريق الأكثر تنظيماً، والأكثر استقراراً خلال الجولات الماضية، لذلك كان العقاب قاسياً على الجرأة التي سار عليها لاعبو هجر في الشوط الأول، وجزء بسيط من الشوط الثاني، ولعل تسجيل لاعبي الشباب ثلاثة أهداف (88 و90 و93) في غضون خمس دقائق لدليل جازم على «انهيار» لاعبي هجر، حينما تخلى دفاعه ووسطه المتأخر عن تأدية واجباتهم الرئيسية، التي تعتمد على تشديد الرقابة على أهم مفاتيح لعب الشباب، إضافة للضغط على حامل الكرة في منطقة المناورة، وتبقى المهارة الفردية والخبرة الميدانية أهم أسلحه فريق الشباب، التي مكنت لاعبي وسط الفريق على التناوب في تسجيل الأهداف بطرق مختلفة، واكتفى معها في تسجيل ستة أهداف من أصل الكثير من الهجمات الخطرة في الشوط الثاني تحديداً، الذي شهد تواضع المخزون اللياقي لدى أكثر من فريق. صحوة الرائد تقاسم فريقا الاتفاق والرائد السيطرة على مجرى المباراة، التي جمعتهما في الدمام، وهذا ما جعل التعادل عادلاً بين الجانبين، فالرائد ومن خلال معطيات الشوط الأول كان هو الفريق الأكثر تنظيماً وجرأة في مهاجمة منافسه الاتفاق، حتى تحقق هدف التقدم الباكر (15) من مدافعه يحي المسلم، ولم تكن ردة فعل لاعبي الاتفاق مثالية، وهم يتابعون سيطرة لاعبي الرائد على ملعب المباراة إلى أن انتهى الشوط الأول بهدف وحيد، هدف التعادل للاتفاق بواسطة حمد الحمد جاء في توقيت مميز (55)، أعاد معه جزأً من الثقة المفقودة لدى اللاعبين، ومنحهم مزيداً من الأمل بأن الوقت ما زال باكراً، لتعزيز النتيجة بهدف ثانٍ، ولكن هذه الرغبات اصطدمت «بتصميم» قوي من لاعبي ومدرب الرائد. العميد «ينزف» الواقعية وحفظ الأدوار تكتيكياً من لاعبي نجران هي من الأسباب الرئيسية، التي «حجمت» أي بوادر خطر من لاعبي الاتحاد، وهي التي أدت إلى أن يظفر نجران بنقطة غالية من أمام فريق منافس كالاتحاد، الفريق الذي يعاني «الشيخوخة» من سنوات ماضية، والفريق الذي يلعب هذه المباراة ناقصاً من أسماء عديدة لها وزنها وثقلها على الفريق، فخلاف تسديدة أسامة المولد التي أتى منها هدف الاتحاد الأول، لم يكن هناك بناء للهجمات، وظلت «العشوائية» طاغية على الأداء، إلى أن اقتنع مسيرو الفريقين بنتيجة التعادل مجبرين؟، خصوصاً مع ضياع أخطر فرص المباراة لمصلحة نجران، والمهاجم الصربي دوسان ينفرد وبمسافة عن أقرب مدافع صوب مرمى الاتحاد، دون أن تكون النهاية مثالية في مرمى الاتحاد، خلاف هذه الكرة الانفرادية لم تحمل دقائق الشوط الثاني أي بوادر تبعث على احتمالية تسجيل أي الفريقين. مواجهة «السرعة» تميزت مباراة الفيصلي والتعاون باللعب المفتوح والسريع من الجانبين، نتيجة الهدف الباكر من أقدام المغربي صلاح الدين عقال، هذا الهدف يعتبر شرارة رئيسية في تخلي العديد من اللاعبين عن واجباتهم التي أوكلت لهم قبل المباراة، وأدت هذه الظروف أن يرتفع رتم المباراة لمعدل سريع، ساهم في تعديل النتيجة مع الدقيقة (44) من داريو غيرتك، انتهى معه شوط المباراة الأول، وفشل لاعبو الفريقين في مواصلة اللعب السريع إثر تأثر مخزون العديد من اللاعبين اللياقي، وكانت النتيجة انخفاض رتم المباراة إلى معدل تحت المتوسط، تسبب هذا في سقوط أكثر من لاعب نتيجة الإعياء، والشد العضلي، نتيجة الجهد المضاعف الذي سار عليه اللاعبون في الشوط الأول،. الفردية «تنقذ» الأهلي يبدو أن فريق الأهلي سيعتمد في حسم مواجهاته كثيراً على تصويبات صانع ألعابه البرازيلي كماتشو، الذي تقلد دور «المنقذ» للفريق الأهلاوي في العديد من المباريات، وهذا ما حدث في مواجهه القادسية الأخيرة، ولاعبو الأهلي يفرطون في استغلال هدف أحمد درويش الباكر(11)، ويمنحون منافسهم تحقيق مبتغاة عن طريق هدافه بوقاش الذي حصل على ركلة جزاء مع أواخر دقائق هذا الشوط الأول، نتيجة مواصلة الدفاع الأهلاوي إخفاقه في تغطية المهاجمين، وتسببت هذه الهفوات في تزايد الصعوبات على لاعبي الأهلي، خصوصاً أن منافسيهم في فريق القادسية قد أجادوا استغلال حال «التوهان» في الأهلي وتمكنوا من خلق فرص قابلة للتسجيل في أوقات متفاوتة، وكالعادة تكفل «المنقذ» كماتشو (84) في حسم النقاط الثلاث بإجادته تسجيل الكرة الثابتة هدفاً ثانياً للأهلي أحبط «فورة» القادسية في الشوط الثاني على وجه التحديد، وألغى أي نتيجة سلبية قد تعرقل مسيرة الفريق الأهلاوي.