أثر الشد العصبي على معظم مباريات الجولة ال20 لدوري زين للمحترفين، حيث دخلت فيها الفرق منعطفاً هاماً في مسيرتها التنافسية، سواء في القمة أو في الهروب من القاع، في غياب فريقي الفتح والاتفاق بسبب تأجيل مباراتهما لإتاحة الفرصة للأخير للاستعداد جيداً لمباراته أمام الاستقلال الإيراني في الدور التمهيدي الثاني لدوري أبطال آسيا. ورغم أهمية النقطة في هذه المحطة من الدوري لبعض الفرق، إلا أن فرق الشباب والأهلي والهلال والرائد ونجران، تمكنت من تجاوزها بفضل تركيز لاعبيها خلال شوطي المباراة بشكل مثالي، إضافة لتطبيقها للواجبات التكتيكية بدرجة مميزة، معتمدة في ذلك على الثقة في قدراتها كمجموعة داخل الملعب، إضافة لوجود فوارق مهارية تصب في مصلحتها على حساب منافسيها، وتعد هذه الفرق الخمسة رابحة بشكل كبير من نتائج هذه الجولة، إضافة للنصر، ولكن بدرجة أقل، نظير وجوده في منطقة الوسط، حيث لا يوجد لديه طموح المنافسة على الصدارة، ولم يقلقه رصيده النقطي من مخاوف الهبوط. الشباب "واثق" الخطوة رغم الضغوطات العصبية والنفسية التي تعرض لها الفريق الشبابي قبل لقاء التعاون، إثر فوز الأهلي على الفيصلي، واعتلائه صدارة الترتيب، إضافة للضغوطات التي تعرض لها اللاعبون خلال مباراة التعاون، حينما أضاع التعاون ركلة جزاء، وتقدم بهدف مع بداية الشوط الثاني، إلا أن لاعبي الشباب تمكنوا من تجاوز هذه الظروف للثقة الجماعية في قدراتهم، إضافة لتركيزهم المثالي في التعامل مع المنافس، وإجادة المدرب برودوم سرعة التبديل والزج بالمهاجم مختار فلاتة لمساندة ناصر الشمراني، هذه القراءة المثالية، وضعت لاعبي التعاون تحت ضغط هجومي مكثف، تسبب في ارتباك المدافعين ما أوجد المساحات، التي يجيد مهاجمو الشباب ولاعبي الوسط المتقدم التعامل معها كما يجب. الهلال "اصطاد" الاتحاد "المتوتر" قاد الهدوء والتركيز لاعبي الهلال للفوز على الاتحاد في مباراة "الكلاسيكو" التي حاول الاتحاديون استغلالها في تعديل أوضاعهم النفسية والمعنوية، إلا أن لاعبي الهلال أخروا مجاراتهم للاعبي الاتحاد إلى ما بعد ربع ساعة من الشوط الأول، لمعرفتهم بأهمية الدقائق الأولى من المباراة، التي ربما يستغلها الاتحاديون في تسجيل هدف مبكر، لذلك نجحوا في أولى المهمات، وبحثوا عن تنويع الهجمات على مرمى الاتحاد، والاحتفاظ بالكرة بقدر المستطاع، فمع هذا الاحتفاظ سيجد اللاعبون مساحات وتسرعا اتحاديا، وبالفعل استغل العابد ارتباك مدافعي الاتحاد، وسجل الهدف الأول في وقت حاسم، ومؤثر سواء لفريقه، أو على لاعبي الاتحاد، ونتيجة للثقة، والانسجام ظل لاعبو الهلال متماسكين طوال دقائق الشوط الثاني، حتى جاء الهدف الثاني، كما هو الهدف الأول، ارتباك دفاعي، وسوء تعامل مع المهاجمين، والنتيجة هدف ثاني من قدم الشلهوب، إثر المجهود الفردي من سالم الدوسري، الذي تلاعب بدفاع الاتحاد كيفما يشاء، ودون أي مقاومة تذكر. "التوفيق" عاد للرائد فوز الرائد على هجر وفي الأحساء بنتيجة هدفين دون رد كانت نتيجة منطقية، خصوصاً أن عامل "التوفيق" الذي ابتعد عن الرائد في العديد من المباريات قد وقف بجانبه، والفريق يسيطر على ملعب المباراة، معتمداً في ذلك على تأمين منطقته الدفاعية أولاً، ومن ثم منح المغربي عصام الراقي، وعبدالمجيد الرويلي حرية صناعة اللعب، والمساندة الهجومية، لذلك كانت الأفضلية والسيطرة لمصلحة الرائد، جعلته يسجل هدفين، ويصنع العديد من الهجمات، التي لم يكتب لها النجاح، وهذه النتيجة أثمرت عن تحقيق الفريق لأهداف أهمها صعوده على فرق الأنصار والتعاون والقادسية، وربما ينتقل لمراكز أفضل، متى ما كان الفريق "موفقاً" في تسجيل الأهداف، بفضل الأدوات التي يمتلكها عمار السويح على مستوى الأساسيين، أو على دكة البدلاء. الأهلي يحقق "الأهم" حقق لاعبو الأهلي "الأهم" في مباراة الفيصلي وهي الثلاث نقاط، التي من خلالها سيجدد الفريق تصميمه على المنافسة بقوة على بطولة دوري زين، بالذات أن خسارة نقطتين من أمام الفتح كلفت الفريق التنازل عن الصدارة لمصلحة الشباب، الذي يظل أكبر مرشح لكسب الدوري من أمام الأهلي، فرغم غياب "رئة" الأهلي، كماتشو عن هذه المباراة، إلا أن عماد الحوسني حضر بقوة من خلال مشاكساته الهجومية، ووجوده مع كل الكرات الخطيرة، وهذا ما جعله يسجل هدفين، من أصل العديد من الكرات الخطرة على مرمى الفيصلي، فالثلاث نقاط، ومواصلة عماد في التسجيل من أهم مكتسبات هذه المباراة. نجران بالقادسية "رابح" تحقيق فريق نجران ثلاث نقاط غالية أمام أحد منافسيه على الهروب من تذيل سلم الترتيب فريق القادسية، يعتبر بمثابة ست نقاط، لما لها من أهمية في عمل قفزة لفريق نجران، وإحباط للقادسية، خصوصاً وهما قبل هذه المباراة على مسافة نقاط قليلة، ووقع مدرب القادسية في "فخ" مدرب نجران، حينما بالغ في توجيهاته الهجومية، دون أخذ الحذر من المرتدات الخطرة التي يجيد صناعتها لاعبو نجران، وإجادة مدربهم قراءة الفريق المقابل كما هو حاصل في غالبية المباريات الماضية لنجران. أكبر الخاسرين "يتذيل" يعتبر فريقا التعاون والقادسية هما أكبر الخاسرين من نتائج هذه الجولة إثر تمركزهما خلف متذيل الترتيب فريق الأنصار، فرغم إقامة مباراتيهما على أرضيهما إلا أنهما خسرا النقاط جميعها، وأصبح موقفهما صعباً قبل الدخول في المراحل ال6 المتبقية من الدوري، فمتى ما أجاد لاعبو الناديين التعامل بكل جدية طوال شوطي المباراة، ربما يتغير موقعيهما، خصوصاً والمؤشرات تدل على تنافسهما الحميم على الهروب من مغادرة دوري زين الموسم المقبل. مدرب الجولة تنافس أكثر من مدرب على لقب "الأفضلية" لمباريات هذه الجولة، وانحصرت الأسماء في الثلاثي البلجيكي برودوم، والتونسي عمار السويح، والمقدوني مدرب نجران جوكيكا، وتبدو حظوظ برودوم الأقوى نتيجة الضغوطات التي تعرض لها لاعبوه، وتمكن بكل هدوء من تجاوزها، ويعتبر تبديله السريع فور تسجيل التعاون لهدف التقدم، من أهم القرارات التي رجحت كفة الشباب، وتمكن فريقه من كسب ثلاث النقاط، التي جعلته في صدارة ترتيب الدوري.