استحقت مباراة الشباب وضيفه الاتحاد الأفضلية هذه الجولة، بعد تميزها تكتيكياً، وحضور النديّة بشكل كبير ما بين الطرفين، هذا التميز الذي كان طابع شوطي هذه المباراة، لا يعني غياب النديّة والإثارة مع بعض مباريات الجولة كما جرى بين الأهلي والتعاون، والفيصلي وضيفه الهلال، وكان النصر قد حسم مواجهته في الأحساء مع هجر نظير سيطرة لاعبيه على ملعب المباراة من البداية إلى النهاية، وهو ما حدث مع الاتفاق على ملعب الأنصار حينما كسب الثلاث نقاط بأقل مجهود، ومن دون مقاومة تذكر من الأنصار، وتعتبر خسارة الفتح من القادسية بسداسية من الأهداف مفاجئة بمعناها الحقيقي، ومن الصعب تكرار سيناريو ما جرى على ملعب الأحساء، خصوصاً وأن لاعبي القادسية يصلون إلى شباك الفتح خمس مرات خلال شوط واحد فقط. ديمتري أخفى قوة الشباب طريقة اللعب التي لجأ لها ديمتري في مواجهة فريق الشباب «أثمرت» عن «تحجيم» قوة الشباب الفعلية، الممثلة في أطراف الملعب، حينما طبّق لاعبوه الواجبات بحذافيرها، ووجدوا مع مرور الوقت، أنهم قادرون على الوصول لمناطق الخطر الشبابية بأقل التمريرات، فحينما أوعز ديمتري لراشد الرهيب وباولو جورج في الطرف الأيمن مثلاً الضغط المستمر على جيباروف وعبدالله الأسطا، وتضييق الخناق عليهم، سواءً بالمواجهة الباكرة في ملعب الشباب، أو من خلال العودة السريعة للتمركز في منطقة الطرف الأيمن وتضييق المساحة أمام الثنائي الشبابي، وبنفس درجة النجاح تمكن مشعل السعيد وسلطان النمري في الجهة اليسرى من «تعطيل» خطورة حسن معاذ وإبراهيم يتارا. إجادة ديمتري لقراءة منافسه جيداً «حفزته» على الاستعانة بمحمد أبو سبعان كلاعب ارتكاز وحيد في عمق الوسط، ومنح الثلاثي نايف هزازي وعبدالملك زيايه وويندل حرية التنقل خلف محوري ارتكاز الشبابي، وهذا ما جعل لاعبي الاتحاد يتحصلون على العديد من الكرات القريبة جداً من مرمى وليد عبدالله، مستفيدين من المساحات المتوافرة في وسط الملعب، والمساحات خلف ظهيري الجنب، أفضلية فريق الاتحاد في هذه المباراة لم «تلغي» الخطورة الشبابية، خصوصاً عقب تدخل برودوم والاستعانة ببعض الأوراق لديه في دكة البدلاء كما حدث مع هدف التعديل الثاني من قدم «البديل» مختار فلاته، والخطورة أيضاً بحضور «البديل» الآخر تميم الدوسري، وهذه التبديلات «المتأخرة» لحد كبير أثمرت عن «إحراج» لاعبي الاتحاد كثيراً مع الدقائق الأخيرة من المباراة. الفيصلي «أقلق» الهلال تمكن فريق الهلال من الخروج من مأزق مباراة الفيصلي، حينما سجل هدفه الأول عن طريق إيمانا في الدقيقة 37 من المباراة، هدف يعتبر توقيته مهماً للاعبي الهلال قبل الذهاب إلى غرفة الملابس والاستماع لتوجيهات الشوط الثاني وسط معنويات مرتفعة، خصوصاً والفريق «عجز» عن خلق هجمات خطرة، كما حدث معه في مباراة الأهلي، نتيجة تقارب صفوف الفيصلي والعودة لإغلاق مساحات ملعبهم عقب استحواذ لاعبي الهلال على الكرة، إضافة لإجادتهم مراقبة لاعبي الوسط الهلالي، بالذات أصحاب النزعة الهجومية، والمنطلقين من وسط الملعب الفريدي وأيمانا والدوسري، يساندهم أحياناً الشلهوب، لذلك كانت بعض الدقائق من المباراة «مغرية» للاعبي الفيصلي لاختراق دفاع الهلال من خلال أطراف الملعب، والتحرك الإيجابي دون كره، وكان حارس مرمى الهلال حسن العتيبي عاملاً مؤثراً في حسم نتيجة المباراة لمصلحة فريقه، بفضل تمركزه المثالي، وتفاعله المميز مع التصويبات المتنوعة للاعبي الفيصلي، خصوصاً في الشوط الثاني، إلى أن جاء هدف محمد الشلهوب مع الدقيقة 92 لتستقر رسمياً الثلاث نقاط في خزانة الهلال النقطية، عقب مرور المباراة باحتمالات عدة، وتعتبر تدخلات المدربين متأخرة إلى حد كبير، خصوصاً دول وهو يتابع بقلق تتابع الهجمات الخطرة على مرمى حسن العتيبي، وهذا ما أجبره على الاستعانة بعادل هرماش لمعاونه محور الارتكاز الوحيد محمد القرني. الأهلي - التعاون و«الجرأة» اتسمت مباراة الأهلي وضيفه التعاون بالجرأة الهجومية من الجانبين، وكان «رد الفعل» مع مجريات المباراة مثالية من الطرفين، فمباراة تتوافر فيها المساحات، وتتباعد فيها الخطوط، حتماً ستكون فيها هجمات خطرة على المرميين، فالأهلي السباق لزيارة شباك التعاون مع الدقيقة 18 كاد أن يخسر المباراة إثر ولوج هدفين متتالين لفريق التعاون 58 و66، إلا أن لاعبي الأهلي تمكنوا من تجاوز صدمة الهدفين، وكان «رد الفعل» إيجابياً من خلال هدوئهم، وثقتهم الكبيرة في قدراتهم بأنهم قادرون على تعديل النتيجة، وبالفعل حدث هذا سريعاً عقب مرور خمس دقائق من هدف التعاون الثاني، بل أعطى هذا الهدف دفعة معنوية أكبر، وقرّب تسجيل الهدف الثالث بمجرد مرور ثلاث دقائق، إلا أن التفاعل والتعامل «المثالي» مع أحداث المباراة من الأهلي والتعاون قد انتقل في هذه الدقائق الحرجة للاعبي التعاون، وهو ما قربهم أكثر لتسجيل هدف التعديل الثالث، ولكن الدقيقة 92 قضت على هذه الأحلام والمطامح بتسجيل الجيزاوي الهدف الرابع للأهلي، ومعه انتهت قصة «رد الفعل» المميز التي كانت سلاح الفريقين خلال شوطي المباراة. روح النصر الأداء الجماعي لفريق النصر، وتركيز لاعبيه على تحقيق نتيجة إيجابية وضحت صورتها مع أول دقائق المباراة، واللاعبون يؤدون واجباتهم بروح عالية، حتى وهم يتأخرون في هز شباك فريق هجر، فالسيطرة والاستحواذ على منطقة المناورة كانت نصراوية بفضل ما ذكر سلفاً، وإجادة الرباعي عباس وغالب وبابلو ومارسير الضغط على حامل الكرة في وسط فريق هجر، والاقتراب كثيراً من المهاجمين ريان بلال ومالك معاذ، إضافة لتميز ظهيري الجنب في النصر خالد الغامدي وعدنان فلاته في المساندة الهجومية بالوقت المثالي، والعودة السريعة لإغلاق مناطقهم بكل مثالية، هذه الأدوار في وسط وهجوم وأطراف النصر «أدت» لوقوع لاعبي هجر في «فخ» إبقائهم في ملعبهم أكثر وقت المباراة، وهو ما أدى في النهاية لكثرة الأخطاء القريبة من مرماهم، وأسهم هذا الوضع «المرتبك» للاعبي هجر لاعب النصر بابلو لتسجيل هدف التقدم مع الدقيقة ال45، هدف أسهم بشكل كبير في مواصلة لاعبي النصر خلال الشوط الثاني الاستحواذ والسيطرة، ورفع مستوى المطامع التهديفية لمستوى أكبر، نتيجة «عجز» لاعبي هجر عن إحداث أي تغيير قد يحول الكفة لهم، إلى أن حان موعد الهدف الثاني بمرور الدقيقة 57 ليكون بمثابة «الضربة القاضية» التي أفقدت فريق هجر قواه، وظل لاعبوه يراقبون تناقل الكرة ما بين لاعبي النصر، وأدت هذه الحال لأن يسجل النصر هدفه الثالث عقب سلسلة من الهجمات القريبة لمرمى الفريق الهجراوي. «غيبوبة» الفتح مقاومة لاعبي الفتح للسيطرة الميدانية للاعبي القادسية لم تدم طويلاً من خلال «الانهيار» الذي أصاب الفريق مع ولوج الهدف الأول 33، وتسبب هذا الهدف في «صدمة» لم يستوعبها ويتجاوزها لاعبو الفتح، ما أدى لتسجيل القادسية هدفه الثاني، ومعه «تاه» لاعبو الفتح، وتفككت خطوطه الثلاثة، إلى أن اكتفى مهاجمو القادسية بتسجيل خمسة أهداف في وقت قصير جداً في عالم كرة القدم، فتسجيل خمسة أهداف في 15 دقيقة تعتبر «كارثة» وحدثاً يصعب تكراره، فما بالك حينما يكون مرمى الفتح هو من يستقبل هذا العدد الكبير جداً، ومن أقدام مهاجمي فريق القادسية، الذي لعب 4 مباريات قبل هذه المباراة، ولم يتمكن مهاجموه سوى تسجيل 4 أهداف بمعدل هدف في كل مباراة، إذ إن «رد فعل» لاعبي الفتح لم يكن مثالياً، بل كانت سلبية لدرجة يصعب معها «تحليل» ما حدث لهم من انهيار غير مبرر، وتسجيل مرماهم لسابقة قد لا تتكرر سواء في الدوري السعودي، أو في أحد البطولات العالمية، وما حصل من أحداث خلال الشوط الثاني بأن يسجل الفتح هدفه الأول، ويحاول لاعبوه البحث عن تقليص النتيجة، هو الدليل القاطع أن ربع الساعة الأخير من الشوط الأول شهد حضورهم جسدياً وغيابهم «ذهنياً وتفاعلاً»، ويعتبر هدف القادسية السادس مع الدقيقة 82 أحد الدلائل أن ما حدث مع نهاية الشوط الأول صعب تكراره مع الشوط الثاني، حتى وفريق الفتح يتأخر بنتيجة خمسة أهداف. «الحذر» شعار الاتفاقيين أمام الأنصار