توت عنخ آمون، الذي ظل مجهولاً قد حلّ أخيراً وسيعلن الى العالم الأربعاء القادم بعد أن ظل مطوياً لأكثر من 30 قرناً تحت لفائف مومياء الفرعون الشاب وقناعه الذهبي. ويقول التقرير الذي نقلته "بي بي سي" إن التكنولوجيات الجديدة ستحل ألغاز حياة وموت الفرعون الشاب، فضلاً عن ألغاز تاريخية أخرى، في إشارة إلى استخدام العلماء لفحص الحمض النووي لمومياء الفرعون الشاب. وينقل التقرير أن الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الاعلى للآثار في مصر سيكشف نتائج الفحص الشامل الذي اجري خلال ال18 شهراً الماضية على مومياء الفرعون، فضلاً عن مومياوين لجنينين وُجدا في حجرة دفنه. مَنْ هو الملك آمون؟ ويقول حواس إن الاكتشاف يعد الأكثر إثارة منذ اكتشاف قبر توت عنخ آمون من قبل الأثري البريطاني هوارد كارتر في عام 1922. وهي الأخيرة في سلسلة الاختراقات المعرفية عن الفن والعالم القديم التي أصبحت ممكنة بفضل التكنولوجيا الجديدة. ومن هذه الألغاز على سبيل المثال هل كانت الملكة نفرتيتي هي والدة توت عنخ آمون؟ وهل الجنينان اللذان وُجدا معه كانا ابنين له؟ ويضيف حواس: "نحن لا نعرف كيف توفي الملك توت، وقد بدأنا فحص الحمض النووي فتوصلنا الى بعض الاكتشافات المدهشة، وقد أكدت النتائج من قبل مجلة الرابطة الطبية الامريكية التي ستنشر كل الاكتشافات. انه شيء مثير جداً. وسنعرف من هو الملك توت؟". وتوت عنخ آمون كان أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 ق.م في عصر الدولة الحديثة. أسباب شهرته ويعتبر توت عنخ آمون، وبحسب نبذة عنه في موسوعة ويكيبيديا، من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها وإنما لأسباب أخرى لا تعتبر مهمة من الناحية التاريخية ومن أبرزها هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، واللغز الذي أحاط بظروف وفاته، حيث اعتبر الكثير وفاة فرعون في سن مبكرة جدًا أمراً غير طبيعي خاصة مع وجود آثار لكسور في عظمتي الفخذ والجمجمة وزواج وزيره من أرملته بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا. كل هذه الأحداث الغامضة والاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ آمون التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو جعلت من توت عنخ آمون أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق على الإطلاق بالأهمية التاريخية أو لإنجازات حققها أثناء سنواته القصيرة كفرعون مصر، وإنما لألغاز وأسئلة لا جواب لها، اعتبرها البعض من أقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسان. وتوت عنخ آمون كان عمره 9 سنوات عندما أصبح فرعون مصر واسمه باللغة المصرية القديمة تعني "الصورة الحية للإله آمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة. عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد إخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد، وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة. تم اكتشاف قبره عام 1922 في وادي الملوك بمدينة الأقصر بصعيد مصر (700 كم جنوبالقاهرة) من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم.