أكد تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" مقتل نائب قائده، السعودي سعيد الشهري، خلال غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار. والشهري هو نائب ناصر الوحيشي، قائد التنظيم الذي نتج عن دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة مطلع 2009. وفي شريط بثته مواقع إلكترونية إسلامية أمس، أقر التنظيم بمقتل الرجل القوي الذي كان قد أعلنته السلطات اليمنية في يناير الماضي. وأعلن المسؤول الشرعي في التنظيم، إبراهيم الربيش، "مقتل الشهري المعروف ب"أبو سفيان الأزدي" في غارة أميركية بطائرة بدون طيار". وأضاف أن "تراخيا في الإجراءات الأمنية من خلال اتصالات هاتفية" سمحت "للعدو بقتله". وتابع أن الشهري "خطط لخطف نائب القنصل السعودي في عدن" عبدالله الخالدي، الذي تحتجزه القاعدة منذ مارس 2012. وكانت السلطات اليمنية أعلنت مقتله في 24 يناير الماضي قائلة: "إنه توفي متأثرا بإصابته بجروح خلال عملية لمكافحة الإرهاب في نوفمبر 2012 في محافظة صعدة" في شمال اليمن، لكن التنظيم لم يؤكد آنذاك الخبر. وكان الشهري معتقلا سابقا في معسكر جوانتانامو وسلم إلى السعودية في2007، حيث تابع برنامج المناصحة الخاص بالمتطرفين، الذي وضعته الرياض لرعاياها العائدين من السجن الأميركي، إلا أنه عاد والتحق بالقاعدة في اليمن. وكانت تلاحقه السلطات اليمنية وكذلك الولاياتالمتحدة التي كثفت هجماتها بالطائرات بدون طيار في اليمن، وقد أعلنت صنعاء مقتله عدة مرات في السابق. وتمكن الجيش اليمني في يونيو 2012 من طرد مقاتلي القاعدة من محافظة أبين، التي خضعت لسيطرتهم لمدة عام. ولجأ هؤلاء إلى الجبال الوعرة ومحافظة حضر موت جنوب شرق اليمن، لكن عملياتهم شهدت تراجعا بفعل ضغوط القوات اليمنية بمساندة طائرات أميركية من دون طيار. وفي هذا السياق، قال زعيم إحدى القبائل يقيم علاقات مع عناصر من القاعدة: "إن التنظيم قلل من عملياته لسببين هما: إعادة هيكليته بعد خسارته معقله في أبين، وثانيهما اختراقه من قبل الأميركيين والدليل على ذلك الخسائر في صفوفه". وكمؤشر على هذه الصعوبات، كانت القاعدة أعلنت أواخر مارس الماضي أنها سعت دون جدوى إلى هدنة مع صنعاء اقترحها زعماء قبائل وبعض الأعيان. وتعثرت هذه المبادرة التي لا سابق لها نظرا لرفض الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي شدد على أن "يسلم عناصر القاعدة أسحلتهم ويعلنون توبتهم ورفضهم للأفكار المتطرفة". ولم يعلن التنظيم عن هوية خليفة الشهري الذي "لن يكون يمنيا بالتأكيد، بينما يبقى اسم إبراهيم الربيش الأكثر تداولاً للحلول مكان الشهري" وفقا للزعيم القبلي. والربيش سعودي مثل الشهري وهو منظر التنظيم حاليا والمسؤول الشرعي، بحسب المصدر. وكان الوحيشي أعلن في يوليو 2011 الولاء لأيمن الظواهري، الزعيم الجديد للقاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن، خلال عملية للقوات الأميركية الخاصة في باكستان مطلع مايو 2011.