كشفت مصادر عسكرية أن القوات المسلحة ستعلق العمل بالدستور وتحل البرلمان، الذي يسيطر عليه الإسلاميون، بموجب مسودة خارطة طريق سياسية ستنفذ إذا لم يتوصل الرئيس محمد مرسي والمعارضة الليبرالية لاتفاق بحلول اليوم. وأوضحت المصادر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ما زال يدرس التفاصيل والخطة الهادفة لحل أزمة سياسية دفعت ملايين المحتجين للخروج إلى الشوارع. وأضافوا أن من الممكن إدخال تغييرات بناء على التطورات السياسية والمشاورات. وذكرت المصادر العسكرية، أن الجيش يعتزم تشكيل مجلس انتقالي أغلب أعضائه مدنيون، من جماعات سياسية مختلفة، وخبراء لإدارة البلاد إلى حين وضع دستور جديد خلال شهور. وأضافت أن ذلك سيعقبه إجراء انتخابات رئاسية مع إرجاء الانتخابات العامة إلى حين وضع شروط صارمة لاختيار المرشحين. وتعتزم القوات المسلحة بدء حوار مع جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، وقوى سياسية ودينية، ونشطاء من الشبان، فور انقضاء المهلة التي حددتها للتوصل إلى اتفاق اليوم. وامتنعت المصادر عن التطرق إلى كيفية تصرف الجيش مع مرسي إن هو رفض التنحي بهدوء. وقالت إنه يمكن تعديل خارطة الطريق نتيجة هذه المشاورات. ومن بين الشخصيات التي يمكن أن تتولى رئاسة الدولة موقتا رئيس المحكمة الدستورية الجديد عدلي منصور. وهناك أوجه شبه بين مسودة خارطة الطريق، ومقترحات جبهة الإنقاذ للانتقال الديموقراطي. وقالت المصادر العسكرية إن الترتيبات الانتقالية الجديدة تختلف تماما عن الحكم العسكري الذي أعقب الإطاحة بحسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011. وقال دبلوماسي أوروبي: إنه إذا ذهب الجيش إلى أبعد من هذا، ونحى مرسي بالقوة فلن يكون أمام المجتمع الدولي سوى أن يدين إسقاط رئيس منتخب ديموقراطيا. وقال المحلل المتخصص في شؤون مصر في المجموعة الدولية للأزمات ياسر الشيمي: إن الإنذار الذي وجهه الجيش يجعل من الصعب إيجاد مخرج دستوري من الأزمة. وأضاف "سيكون عليه أن يتخطى الدستور ويقوم بانقلاب كامل. الموقف قد يتدهور بسرعة جدا من هذه النقطة، إما من خلال المواجهات في الشوارع أو العقوبات الدولية". وتابع: "مرسي يقول لهم إذا كنتم ستفعلون هذا فعليكم أن تفعلوه على جثتي". إلى ذلك، أجرى جنود تدريب على القتال المتلاحم دون سلاح في شوارع مدينة السويس المطلة على البحر الأحمر عند مدخل قناة السويس الجنوبي أمس. وقال شهود عيان إن مؤيدين ومعارضين للرئيس تبادلوا إطلاق النار في المدينة أول من أمس. وقالت مصادر أمنية بالسويس إن قوات الجيش الثالث الميداني عززت وجودها في المدينة بعد الاشتباكات.