لا يزال مسلسل حوادث سقوط المركبات مستمرا داخل المصرف الزراعي المحاذي لطريق بلدة المزاوي والممتد حتى تقاطع طريق بلدتي الرميلة والمركز التابعتين لمحافظة الأحساء، والتي كان آخرها سقوط مركبتين داخل المصرف خلال أقل من 3 أيام في شهر ربيع الآخر الماضي. ورغم أن طول المصرف لا يتجاوز 2 كيلو متر إلا أنه يشكل هاجسا مخيفا للعابرين في هذا الطريق ذي المسار الواحد في الاتجاهين، حتى أصبح "غرق المركبات" أبرز سماته، بسبب عمقه الذي يتجاوز 4 مترات، واتساعه الذي يتجاوز 6 مترات، كما يمثل مصدرا للتلوث البيئي لما ينتشر به من حشرات ضارة ونفايات. "الوطن"، زارت أمس المصرف الزراعي، وسجلت معاناة العابرين والمزارعين على هذا الطريق، والذين أجمعوا قائلين خلال أحاديثهم أنه في حالة بقائه مكشوفا دون تغطية أو سياجات على جانبية، فسيظل يحصد المركبات ويخلف مآسي لعابريه، مؤكدين على الجهات ذات العلاقة ضرورة سرعة تنفيذ أعمال تغطيته ووضع سياج على جانبيه كحل موقت ريثما يتم البدء في أعمال تغطيته، فالطريق يشهد حركة سير كبيرة على مدار الساعة، ويصاحب ذلك توسعة الطريق كاملا وإنارته، لاسيما أنه غير مكلف ماليا، لقصر مسافته وانبساط أرضه مقارنه بالخسائر البشرية والمادية الناتجة عن حوادثه وأضراره البيئية والصحية. وقال حسين بوفهيد "مواطن"، إن تغطية هذا الطريق أصبح من الضرورات الملحة، ويجب على الجهات المعنية تغطيته للحد من حوادث سقوط المركبات، وكذلك لإتاحة الفرصة لوزارة النقل إجراء توسعة للطريق، أسوة بالجزء الذي يسبقه والمحاذي لبلدتي العقار والمزاوي شرق الأحساء، لافتا إلى أن هذا المصرف نظرا للحركة المتزايدة التي يشهدها يجب إعطاؤه الأولوية في أعمال التنفيذ. وأكد محمد القنبر "مواطن"، أن إزعاجات هذا المصرف لا تقتصر على حوادث المركبات، بل تمتد للتلوث البيئي الناتج عنه، حتى إنه أصبح مرتعا للكثير من الحشرات الضارة، وانبعاث روائح كريهة جراء رمي النفايات والحيوانات النافقة داخل المصرف من قبل بعض المزارعين للأسف، فأصبح مكبا للأوساخ والقاذورات، مبينا أن هذا الطريق جدير بالتطوير والتعامل معها كطريق سياحي يربط الجزء الشرقي من واحة الأحساء بالجزء الأوسط، فهو أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى بعض المواقع السياحية والترفيهية في المحافظة، كمتنزه الأحساء الوطني وجبل القارة. وذكر نزير أسلم "آسيوي - سائق سطحة"، إلى أنه يعمل بصفة مستمرة على التردد على هذا الطريق، وشارك في الكثير من رفع المركبات التي غرقت في المصرف، مبينا أن سعر سحب المركبة الساقطة في المصرف يتراوح ما بين 300 ريال حتى 700 ريال تبعا لحجم المركبة، مؤكدا أن أغلب حالات الغرق للمركبات تسفر عن تلفيات بليغة في المركبة جراء وصول المياه إلى محركاتها وتجهيزاتها الكهربائية والإلكترونية. "الوطن"، وضعت أمس معاناة المواطنين على طاولة مدير عام العلاقات العامة والإعلام المتحدث الرسمي في هيئة الري والصرف في الأحساء فرحان العقيل، الذي أشار إلى أن الهيئة تدرس إمكانية إدراج ذلك الجزء ضمن مشاريع العام المالي المقبل، موضحا أن هذا المصرف الزراعي يحمل مسمى D2.2، وقد تم تنفيذ تغطيات واسعة منه خلال السنوات القريبة الماضية بداية من تقاطع طريق الجفر وحتى نهاية قرية المزاوي شرقا بطول يصل إلى 1700 متر.