غادر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأراضي المحتلة تاركا خلفه معالم مبادرة لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية تتركز على أساس العمل السريع على إيجاد اتفاق حول الحدود والأمن. ومن المقرر أن يعمل وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على بلورتها بشكل كامل خلال الأسابيع المقبلة. وأبلغ أوباما الفلسطينيين والإسرائيليين بأن الخلاف حول الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يجب أن لا يعرقل جلوسهما سويا في محاولة للتوصل إلى اتفاق على حدود الدولة الفلسطينية والترتيبات الأمنية في إطار اتفاق حل الدولتين. واعتبر أنه من شأن الاتفاق على هاتين القضيتين إيجاد حل أبدي لمشكلة الاستيطان. واستنادا إلى الرؤية الأميركية يقوم الجانب الفلسطيني بطرح رؤيته لحدود الدولة الفلسطينية والترتيبات الأمنية التي يقترحها الفلسطينيون للعلاقة مع إسرائيل، وبالمقابل يقدم الإسرائيليون رؤيتهم للحدود والترتيبات الأمنية التي يقترحونها ويجري العمل على تقريب المواقف بحيث يعلم الفلسطينيون المناطق التي تقع تحت سيادة دولتهم ويعلم الإسرائيليون المناطق التي تقع تحت سيادتهم فيبني كل طرف في مناطقه. ويرى أوباما أن من شأن ذلك أن يحل مشكلة الاستيطان التي أعاقت منذ عدة سنوات المفاوضات بين الطرفين، علما بأن هذه المقاربة كانت طرحت قبل سنوات من قبل وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني والتي تتولى الآن المفاوضات مع الفلسطينيين. ومع مغادرة أوباما المنطقة فإنه سيبقى فيها وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي سيعمل مع الطرفين على بلورة المبادرة ليطرحها لاحقا على الرئيس الأميركي أوباما للتحرك على أساسها في محاولة للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين. ولكن الطرح الأميركي يجد صعوبات في كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فمن ناحية الفلسطينيين فإنها تتطلب التفاوض دون وقف إسرائيلي للاستيطان، أما من الجانب الإسرائيلي فإنها تتطلب أن يطرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمرة الأولى رؤيته لحدود الدولة الفلسطينية وهو ما كان يرفضه دوما. وكان الجانب الفلسطيني طرح في المفاوضات التي جرت سابقا أن تكون الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية مع استعداد لتبادل طفيف ومتبادل بالقيمة والمثل للأراضي بما لا يزيد على 2%. وكان أوباما قام أمس بزيارة إلى كنيسة المهد في بيت لحم بعد أن اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدسالمحتلة وزار قبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين مع أنه رفض زيارة ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في رام الله. من جانب آخر فقد حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية حيث منعت جميع الفلسطينيين من سكان الضفة وغزة والفلسطينيين دون سن الخمسين من سكان القدس وداخل الخط الأخضر من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.