اجتمع الرئيس محمود عباس أمس في الرياض مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وبحثا في فرص عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن الجانب الأميركي طرح على الجانب الفلسطيني أخيراً أفكاراً للعودة إلى المفاوضات، منها تجميد جزئي للاستيطان، وإطلاق أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. ويطالب الفلسطينيون بتجميد كلي للاستيطان في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وإطلاق جميع الأسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو، وعددهم حوالى 120 أسيراً. وقالت المصادر إن الجانب الأميركي يقترح حلاً وسطاً بين الطرفين يقوم على تجميد الاستيطان في قلب الضفة، وبقائه في الكتل المتوقع ضمها إلى إسرائيل في إطار تبادل أراض مستقبلي. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أخيراً عن مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قوله إنه منفتح على أفكار من هذا النوع. ولم يعلن الرئيس الفلسطيني بعد موقفه من هذه العروض، لكن بعض المراقبين يرجح قبوله لأن البديل في هذه الحال استمرار الاستيطان بصورة كلية في السنوات الأربع المقبلة من عمر الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وعدم إطلاق أسرى قدامى معرض البعض منهم للموت وراء القضبان، علماً أن موضوع الأسرى يحظى بحساسية عالية في المجتمع الفلسطيني. ومن غير المتوقع أن يعلن الجانب الفلسطيني موقفه من العروض الأميركية قبل الزيارة المرتقبة للرئيس باراك أوباما في 21 الشهر الجاري. وأكد كيري الاجتماع مع عباس، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «على علم» باللقاء. ولا تشمل جولة كيري في المنطقة التوقف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأعلن السفير الفلسطيني لدى الرياض جمال الشوبكي أن عباس سيستعرض مع كيري موقف الإدارة الأميركية الجديدة من القضية الفلسطينية قبل زيارة الرئيس باراك أوباما المنطقة. وأضاف للإذاعة الفلسطينية أن عباس سيؤكد «المطالب والثوابت الفلسطينية ومدى التجاوزات الإسرائيلية في القدس والاستيطان وقضية المعتقلين المضربين عن الطعام الذين يعانون من دون أن نرى رد فعل أميركياً أو تدخلاً بمستوى الجريمة الإسرائيلية». وأكد «ترتيب اللقاء في الرياض بعد إلغاء لقاء كان مقرراً في المنطقة بسبب عدم تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة». وقال إن «عباس يريد من اللقاء أن تطرح الإدارة الأميركية موقفاً يدعم حرية الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وينهي الاحتلال الإسرائيلي كما تدعم الإدارة الأميركية حرية الشعوب في المنطقة».