شكك مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون أمس غداة إعلان استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين في جدوى هذه المحادثات، وشدد خصوصا على الخلاف بشأن تجميد الاستيطان. وقال النائب عن حزب "ميريتس" اليساري المعارض حاييم اورون "بدون تجميد كامل للاستيطان (الاسرائيلي) واستعداد حقيقي للانسحاب الى الحدود الدولية واذا لم تكف اسرائيل عن عرض دولة ممسوخة على الفلسطينيين فسيكون ذلك مضيعة للوقت للجميع". من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ليل الجمعة - السبت انه "لن تكون مفاوضات مع الاستيطان". وأوضح ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعث برسائل الى اطراف اللجنة الرباعية يحدد فيها الاسس الفلسطينية للذهاب الى المفاوضات المباشرة بعد دعوة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى استئناف المفاوضات المباشرة في الثاني من ايلول - سبتمبر. وقال عريقات عقب اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان "الرئيس عباس بعث برسائل مهمة الى اطراف الرباعية الدولية يحدد فيها الأسس الفلسطينية للذهاب الى المفاوضات المباشرة". واوضح ان "هذه الاسس اولها وقف الاستيطان بشكل كامل بما في ذلك في القدس، ووقف هدم المنازل في القدس". ومن هذه الاسس ايضا بحسب عريقات "الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 بما فيها القدسالشرقية، واقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على هذه الحدود كمرجعية للمفاوضات". واشار الى ان "الحل يجب ان يستند الى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بهدف انجاز حل وسلام شامل في المنطقة". وهدد عريقات انه "اذا ما استأنفت اسرائيل الاستيطان بعد تاريخ 26 ايلول - سبتمبر (تاريخ انتهاء صلاحية القرار الاسرائيلي بتجميد الاستيطان)، فإن الجانب الفلسطيني سيوقف المفاوضات". وقال ان على اسرائيل ان تختار بين السلام والاستيطان، موضحا ان عباس أبلغ الاميركيين وكل الاطراف العربية والدولية بهذا الموقف "لأنه لن يكون مفاوضات مع الاستيطان". بدوره، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه ان "القرار الفلسطيني واضح. نحن ذاهبون الى المفاوضات على اساس بيان الرباعية وبخاصة الفقرات التي تنص على انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية اعلنت الجمعة ان مفاوضات السلام المباشرة ستستأنف في الثاني من ايلول - سبتمبر في واشنطن بحضور الرئيس المصري والعاهل الاردني وقد تسفر عن اتفاق "خلال عام". واعتبرت اللجنة الرباعية ان مفاوضات السلام هذه بين الاسرائيليين والفلسطينيين يمكن ان تنتهي خلال عام. وقد رحب الرئيس المصري حسني مبارك ببيان اللجنة الرباعية الدولية. وأعلن قبوله دعوة الرئيس أوباما للمشاركة في إطلاق المفاوضات في الثاني من سبتمبر (أيلول) المقبل في واشنطن، مبديا تطلعه لتوصل الجانبين لاتفاق سلام ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة.