أصيب الفلسطينيون بإحباط كبير بعد استماعهم أمس إلى الرئيس باراك أوباما يدعوهم من رام الله إلى العودة الى المفاوضات من دون وقف الاستيطان، إذ قال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس محمود عباس عقب لقائهما في مقر الرئاسة: «الاستيطان واحدة من المشاكل، وهذه المشاكل يجب ان تحل بالتفاوض». في المقابل، أكد عباس تمسكه بوقف الاستيطان من أجل العودة إلى المفاوضات. وقال أوباما إنه قدم إلى المنطقة للاستماع إلى الأطراف، وإنه يعمل الآن مع وزير خارجيته جون كيري على وضع تصور للتحرك للمرحلة المقبلة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ملتزمة إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، وتسعى إلى تحقيق حل يقوم على دولتين، «فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافياً وقابلة للعيش، ويهودية في إسرائيل».ورأى الفلسطينيون في موقفه تراجعاً عن موقفه من الاستيطان في ولايته الأولى القائم على المطالبة بوقف الاستيطان قبل المفاوضات. وكما فعل في اسرائيل، استهل أوباما مؤتمره الصحافي بتوجيه التحية إلى الفلسطينيين باللغة العربية قائلاً: «مرحباً». وحض الأطراف على تخطي العقبات التي تعترض سبيل العودة إلى المفاوضات وعدم الاستسلام لحال الإحباط، وقال: «تحدثت إلى الرئيس عباس، وأتفهم المعوّقات التي تحدث بها الرئيس عن استمرار الاستيطان، واحتجاز الأسرى، وعدم الوصول إلى القدس للصلاة». وأضاف: «المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هي الطريق الأمثل للتوصل إلى اتفاق يضمن قيام الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل»، داعياً الأطراف إلى التخلي عما وصفه ب «العادات» التي تعطل التقدم نحو الاتفاق، وقال: «ما من طريق قصير نحو الحل الدائم». وأضاف: «رسالتي ألا نستسلم ونتخلى عن السعي للسلام رغم الصعوبات، وسنستمر في البحث عن سبل بناء الثقة». وأشاد أوباما بإنجازات السلطة في بناء المؤسسات القادرة على النهوض بالدولة والأجهزة الأمنية، وقال: «إن السلطة باتت أكثر تأثيراً وفاعلية وشفافية، وفيها جهود للتنمية ومكافحة الفساد». وتعهد زيادة المساعدات المالية للشعب الفلسطيني من دون أن يحدد نسبتها. كما استنكر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، داعياً حركة «حماس» الى تحمل المسؤولية عن الأمن. من جانبه، اعرب الرئيس عباس عن تمسكه بوقف الاستيطان ووحل الدولتين، وقال: «الشعب الفلسطيني يتطلع إلى نيل أبسط حقوقه في الحرية والاستقلال والسلام، ويأمل في أن يحل سريعاً اليوم الذي يمارس فيه حياة طبيعية على أرض دولة فلسطين التي تقام على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، سيدة المدن بجانب إسرائيل». وأوضح أنه أطلع الرئيس الأميركي على «مخاطر الاستيطان الكارثية على حل الدولتين وضرورة الإفراج عن الأسرى». وقال إن على الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان اولاً ليصار الى بحث المشكلات، ثم بعد رسم الحدود تفعل ما تشاء ضمن حدودها. وفي رده على سؤال عن إمكان عودته الى المفاوضات من دون وقف الاستيطان، قال عباس: «ليست رؤيتنا وحدنا أن الاستيطان غير شرعي، وإنما رؤية العالم. الكل يرى أن الاستيطان ليس فقط عقبة وإنما أكثر من عقبة أمام حل الدولتين». وذكر أن الأممالمتحدة أصدرت في السبعينات والثمانينات 13 قراراً يدين الاستيطان ويطالب باجتثاثه». وقال إنه تحدث مع الرئيس الأميركي عن مخاطر الاستيطان، الذي اعتبر أن حل الدولتين لم يعد ممكناً معه في نظر كثير من الفلسطينيين، معرباً عن أمله في أن تتفهم الحكومة الإسرائيلية هذا الموقف. وفي إشارة إلى اسرائيل، قال عباس: «إن صنع السلام لن يتحقق بالعنف، ولا بالاحتلال، والجدار، والاستيطان، والاعتقالات، والحصار، وإنكار حقوق اللاجئين»، مضيفاً: «صنع السلام بقدر ما يحتاج إلى شجاعة سياسية يتطلب نيات حسنة واعترافاً بحقوق الشعوب». وأوضح: «نسعى جاهدين من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة التي تشكل مصدر قوة لنا كي نكمل مسيرتنا بصنع السلام». من جهة ثانية، استنكر الرئيس عباس «العنف أياً كان مصدره»، مشيراً إلى إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل. ونقل نمر حماد المستشار السياسي للرئيس عباس عنه القول: «ندين العنف ضد المدنيين أياً كان مصدره، بما في ذلك إطلاق الصواريخ، ونحن مع تثبيت التهدئة المتبادلة والشاملة في قطاع غزة، وأيدت الاتفاق الذي تم التوصل إليه عبر الوساطة المصرية الذي وقع بتاريخ 21-11-2012».