تراجعت آمال الفلسطينيين في أن تفضي زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة الأسبوع المقبل إلى ممارسة أي ضغوط على الجانب الإسرائيلي لتحقيق طلباتهم المشروعة المتمثلة في وقف النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية لما لها من تأثير مدمِّر على حل الدولتين، وكذلك وجوب الإفراج عن الأسرى من السجون الإسرائيلية، إضافة إلى قبول دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدسالشرقية باعتبار ذلك الطريق الأمثل لإنهاء الصراع. ويتوقع أن تتجه الأنظار نحو الخطاب الذي سيلقيه أوباما في القدسالغربية الخميس المقبل ويتحدث من خلاله إلى المئات من مختلف طبقات الشعب الإسرائيلي. وأكدت مصادر مطلعة رفضت الكشف عن اسمها أن الرئيس الأميركي سيتحدث في خطابه عن أهمية تطبيق حل الدولتين، الذي يشمل دولة فلسطينية متواصلة وقابلة للحياة إلى جانب دولة إسرائيل، باعتبار أن من شأن ذلك أن يعزز الأمن للجانبين. وليس من الواضح ما إذا كان سيتحدث عن الاستيطان بعد تراجعه المتدرج عن خطاب ألقاه في جامعة القاهرة بعيد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة حيث طالب بوقف كامل للاستيطان، ثم بات الآن يدعو إلى استئناف المفاوضات بين الطرفين بدون شروط. وكانت رام الله قد أخذت بطلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لقاء أخير عقد الشهر الماضي في واشنطن بعدم محاولة الانضمام إلى أي من المؤسسات الدولية بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعتراف بفلسطين دولة مراقب. إلى ذلك وجَّهت الحكومة الإسرائيلية الاتهام لنظيرتها الفلسطينية بمحاولة تأجيج الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لفرض الموضوع الفلسطيني بقوة على جدول أعمال زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة الأسبوع المقبل، رغماً عن تأكيدات مسؤولين أميركيين على أنه قادم للاستماع إلى كافة الأطراف دون طرح خطة لإنهاء الصراع بين الطرفين. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد سعى إلى تجنب كل ما من شأنه خلق إشكاليات "غير ضرورية" خلال الزيارة، حيث أمر كافة الجهات الحكومية بالامتناع عن إصدار أي قرارات استيطانية، لاسيما في القدسالشرقية خلال الأيام القادمة. وعوضاً عن زيارة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة كما كان مقرراً، فإن أوباما سيكتفي بزيارة كنيسة المهد بعد أن اتضحت له التعقيدات والتأويلات التي قد تحتملها زيارته للمكانين السابقين. وسيتوجه الجمعة إلى العاصمة الأردنية عمان وهي المحطة الأخيرة في جولته.