كشفت مصادر سياسية مطلعة أن دعوة الوساطة الأفريقية لحكومتي السودان للاستعداد لخوض جولة تفاوضية جديدة نهائية لحسم خلافاتهما هي خطوة تشي بنفاد صبر كافة الجهات الأفريقية القائمة على أمر السلام بين البلدين. وكان رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو أمبيكي الذي يقوم بدور الوساطة قد طلب من مندوبي البلدين ضرورة أن يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من تعهدات. كما حذرهما مما اعتبره "تأخيراً غير مبرر"، وقال "منذ اليوم لن نقتنع أو نتشبث بالخطابات الجوفاء، لأن التجارب علمتنا أن نؤمن بالأفعال لا الأقوال". وأضاف في رسالة وجهها للطرفين السبت الماضي أن المفاوضات بينهما يجب أن تبدأ قريباً بمشاركة "لاعبين أساسيين ذوي صلة لإعداد مقترحات عملية تأخذ البلدين خطوات إلى الأمام. وسيكون خيراً للخرطوم وجوبا الآن أن يكون لهما استعداد لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بينهما". إلى ذلك أكدت الحكومة السودانية التزامها بمواصلة المفاوضات مع دولة الجنوب رغم الخروقات الأمنية التي لا زالت جوبا تقوم بها ومنها حشد قواتها على الحدود بين البلدين. وقال وزير الخارجية علي كرتي في تصريح أمس إن عملية التفاوض بين البلدين ستظل مستمرة حتى يتم الاتفاق على جميع القضايا. وأوضح أن بلاده ملتزمة بما اتفق عليه مع جوبا وأنها على استعداد للتفاوض تحت أي ظرف وفقاً لما تم الاتفاق عليه من مبادئ. من جهة أخرى بدأ عدد من الدول العربية في دفع حصصها من الدعم المالي المقرر للسودان بموجب قرارات القمة العربية التي عقدت بمدينة سرت الليبية عام 2010، وقدره مليار دولار أميركي. ووجَّه المندوبون الدائمون لدى الجامعة العربية في مشروع القرار الذي اعتمدوه في ختام اجتماعهم أول من أمس الشكر للدول الثلاث، كما حث الدول الأعضاء على الوفاء بالتزاماتها المالية الواردة في قرارات مجلس الجامعة على المستوى الوزاري ومستوى القمة لدعم السودان. ودعوا في مشروع القرار الذي تمت إحالته لاجتماع وزراء الخارجية العرب الدول الأعضاء وصناديق التمويل والاستثمار العربية إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمر المانحين لإعادة إعمار دارفور الذي سيعقد في الدوحة يومي 7و8 أبريل المقبل.