علمت “الشرق” بوصول رئيس اللجنة السياسية الأمنية من جانب السودان في مفاوضات أديس أبابا، وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين إلى أديس أبابا أمس بعد أن عاد إلى الخرطوم أول أمس بصورة مفاجئة للتشاور مع كبار المسؤولين فى الدولة حول مبادرة طرحتها الوساطة الإفريقية حول القضايا المختلف حولها مع دولة الجنوب. وكشفت مصادر موثوقة أن منطقة “الميل 14″ الحدودية المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان باتت عقبة أمام مفاوضات القضايا العالقة الجارية بين البلدين في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بعد أن رفضت الخرطوم مقترح الوساطة الإفريقية بضم المنطقة إلى الجنوب. وقال سفير السودان في أثيوبيا عضو الوفد الحكومي المفاوض مع جوبا الفريق عبدالرحمن سر الختم في تصريحات أمس، إن بقية الملفات تم التوصل لاتفاق حولها بين وفدي البلدين ما عدا الخارطة المقترحة و”الميل 14″، وأوضح أن الوساطة قدمت مقترحات جديدة للوفدين للتداول بشأنها، معتبراً أن التفاوض تم في جميع الملفات وفق خارطة البرنامج المعلن من الوساطة ما عدا الملف الأمني. ونفى السفير الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن حضور نائبي الرئيس في السودان وجنوب السودان، جلسات التفاوض بالعاصمة الأثيوبية. وقال سر الختم إن المعلن هو القمة المرتقبة بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت في الفترة من 18 إلى 22 من الشهر الجاري، موعد انتهاء جولة المفاوضات وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم “2046″. وأشار سر الختم إلى أن المباحثات التي جرت خلال اليومين الماضيين كانت تتم بين وزيري الدفاع في البلدين، فيما ظلت وفود النيل الأزرق وجنوب كردفان تتبادل المذكرات والاجتماعات بينها ومع الآلية الإفريقية رفيعة المستوى، دون حوارات مباشرة بين الجانبين. وفي سياق متصل قال المتحدث باسم وفد جنوب السودان عاطف كير إن الوسيط الإفريقي ثامبو أمبيكي أبلغ وفد بلاده رسمياً بفشله في إقناع الخرطوم بقبول الخارطة الإفريقية، وأكد الوصول لطريق مسدود والاتجاه لإحالة الملف لمجلس الأمن الدولي، ورأى أن الخرطوم تقدمت بمقترح يحمل شروطاً تعجيزية للموافقة على خارطة أمبيكي بشأن الحدود.