أرجع مدير عام المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف أحمد البوق، سبب ظهور مشكلة انتشار القرود في الطائف والمراكز والهجر التابعة لها بشكل كبير جدا في الآونة الأخيرة إلى عدم المحافظة على الحيوانات المفترسة في البيئة، خصوصا النمور، الضباع، الذئاب، والوشق، لافتا إلى أن مركز الأبحاث يعمل على علاج هذه المشكلة منذ 20 عاما. وقال: "الحيوانات المفترسة في السابق كانت تتغذى عليها، وتتحكم في أعدادها واليوم عند انقراض هذه الحيوانات المفترسة المذكورة بسبب القتل المباشر ونحوه لم يعد هناك توازن بيئي، إذ إن الحيوانات المفترسة لا تهاجم الإنسان بل تهاجم المواشي ومن ثم اتجه الناس لقتلها، فكانت تلك الحيوانات المفترسة تقوم بالتوازن في البيئة، فمشكلة القرود ظهرت في ال10 سنوات الأخيرة وكل عام هذه المشكلة في تزايد بسبب قتل الحيوانات المفترسة". وأضاف: "بسبب التدهور في البيئات الطبيعية نتيجة للاحتطاب والصيد الجائر وأيضا حرائق الغابات وفتح الطرق العشوائية والتوسع العمراني والزراعي أدى إلى فقدان الكثير من الغطاء النباتي، والذي يعتبر مصدرا أساسيا لغذاء الحيوانات البرية، مما أدى إلى تحول بعض الحيوانات البرية إلى مجموعات مستأنسة تعتمد في غذائها على النفايات والغذاء المقدم من المواطنين في الطرق العامة. وأفاد البوق أن جبل "كبكب" في منطقة الهدا بمحافظة الطائف كان من المناطق المشهورة قديما بتواجد النمور فيها، مشيرا إلى أن المواقع التي تتواجد بها النمور العربية والتي لا تتجاوز 200 نمر هي المملكة العربية السعودية، اليمن، الإمارات، وعمان، وأجزاء بسيطة من الأردن وفلسطين. وبين أن المملكة شاركت في ورشة عمل تعقد سنويا في مدينة الشارقة، والتي تهتم بحيوانات شبه الجزيرة العربية وانبثقت من خلالها مظلة إقليمية للمحافظة على النمور العربية بالتعاون مع الجماعة التخصصية للقطط العالمية والتي تعمل تحت مظلة الأممالمتحدة. وذكر أنه توجد استراتيجيات وطنية تم إعدادها وأخذت الموافقة عليها من رئيس الهيئة الوطنية للحياة الفطرية، والتي تدور حول الإكثار في الأسر للنمور العربية والتي انطلقت في 2007 وكان عددها 4 نمور ووصلت في مطلع 2013 إلى 12 نمرا عربيا، والدراسات الميدانية يقوم بها باحثون سعوديون في جنوب غرب المملكة وذلك بتركيب 70 كاميرا رصد تمتد من الحدود السعودية اليمنية وعلى امتداد حدود السروات حتى تصل إلى الحدود السعودية - الأردنية. وأفاد مدير عام المركز أن عدد النمور العربية الموجودة في موقع الانتشار في الجزيرة العربية لا تتجاوز ال200 نمر، قائلا: "ومع الأسف فإن النسبة في تناقص بسبب عمليات الصيد الجائر".