يبدو أن ظاهرة قتل الحيوانات المفترسة وتعليقها على الأشجار أو اللوحات الإرشادية المنتشرة على قارعة الطريق باتت موسمية، إذ تختفي وتظهر في أوقات معينة من العام؛ ففي هذه الأيام اعتاد الباحثون عن الدفء في قطاع تهامة بالباحة مشاهدة تلك الظاهرة بشكل متزايد مفضلين التوقف لالتقاط الصور والتساؤل عن أسباب قتلها. ويأمل كل من محمد وعبدالعزيز الزهراني في وضع لوحات تمنع الصيد الجائر من قبل المتنزهين ووضع لوحات إرشادية ومراقبة تلك المنطقة قبل أن تنقرض تلك الحيوانات النادرة ومتابعة هواة الصيد المنتشرين بكثرة في تلك المنطقة ومعاقبتهم ومصادرة أسلحتهم. من جهته، أوضح مدير عام المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف أحمد البوق ل"الوطن" أمس، أن هذه الظاهرة مقلقة على مستوى المملكة، إذ تتسبب في وجود خلل بالتوازن البيئي، مؤكداً أن المفترسات كغيرها من الكائنات الفطرية خلقها الله عز وجل لتؤدي دورها في التوازن البيئي والصحة العامة ولم تخلق عبثا ولذلك فإن قتلها دون حق هو من قبيل التعدي والتجني على هذه الكائنات وهو مخالف للشرع الحنيف والأنظمة والتشريعات الوطنية والدولية وفيه إضرار بالإنسان نفسه الذي سخر الخالق سبحانه وتعالى له هذه المخلوقات لتساعده على البقاء واستمرار الحياة. وأشار إلى أن وجود المفترسات مثل الذئاب والنمور العربية والوشق والضباع يحد من انتشار القرود في تلك المناطق والتي أوجدت قلقاً كبيراً -على حد تعبيره- عند المزراعين والأهالي وبعض الجهات الحكومية، إلا أن قتلها تسبب في انتشار القرود. وعن وجود فرع للهئية أوضح البوق أن هناك نية للتوسع، مشيراً الى وجود مكتب متخصص بإمارة المنطقة وهو ممثل للهئية في الفترة الحالية، لافتاً إلى وجود محمية بجبل شدا ومركز الجوالين.