يعد المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف، أحد أهم مراكز التابعة للهيئة السعودية للحياة الفطرية، وتأسس عام 1986م في موقع يبعد 30 كيلومترا شرق المدينة، وتقدر مساحته بنحو 35 كيلومترا مربعاً، وجميع المساحة مسيجة كمحمية طبيعية شبه صحراوية تسودها أشجار الطلح والأعشاب البرية، وتجري العناية بالحبارى، والمها العربي في المركز كأهم الحيوانات الفطرية المهددة بالانقراض، ورعايتها، وإكثارها في مسيجات، تتراوح مساحاتها بين نصف هكتار، ومائة هكتار، وقد تم تخصيص 70 هكتارا،ً داخل حدود المركز كمحمية نباتية، لإجراء دراسات مقارنة الغطاء النباتي الطبيعي داخل المحمية، والغطاء النباتي المعرض للرعي الجائر خارج المحمية، بهدف المتابعة لاستعادة الازدهار الطبيعي للغطاء النباتي. دراسات التنوع الإحيائي يقول رئيس المركز "أحمد البوق" إن المركز يقوم بإكثار الأحياء الفطرية السعودية المهددة بالانقراض تحت ظروف الأسر، وإعادة توطين الأحياء التي تم إكثارها في محميات تخصص لبرنامج إعادة تأهيل الأنواع الفطرية في نطاق توزيعها الجغرافي في المملكة، ومتابعة الحيوانات المعاد توطينها بإجراء الدراسات البيئية لتطور أوضاع المجموعات بعد إعادة التوطين، والمشاركة في برامج المحافظة في مواطن الحياة الفطرية الطبيعية، بما في ذلك إجراءات الحماية، ودراسات النظم البيئية في البيئات الصحراوية، وإدارة المناطق المحمية، وتحفيز الدعم من قبل جميع شرائح المجتمع للمحافظة عبر برامج التعليم، والتوعية البيئية. ويحقق المركز أهدافه الرئيسية بشكل متواصل حيث نجح في إكثار المها العربي، وطيور الحبارى بشكل رئيسي، إضافة إلى إكثار محدود للنعام أحمر الرقبة، والوعل النوبي، والحمر الوحشية، والأرانب البرية لأغراض البحث العلمي، وقد أعيد توطين مجموعات من المها العربي في محميتي محازة الصيد، وعروق بني معارض، والحبارى في محميتي محازة الصيد، وسجا، وأم الرمث، وفي إطار برنامج الدراسات البيئية التي يجريها المركز في المناطق المحمية أجريت دراسات متنوعة عن التنوع الإحيائي، وانتشار الأنواع الفطرية، وجوانبها البيولوجية والسلوكية، في محميات حرة الحرة، ومحازة الصيد، وسجا، وأم الرمث، وريدة، وفي أجزاء من الربع الخالي، وحققت برامج التوعية البيئية التي يقدمها المركز كأفلام الفيديو الخاصة، والمعارض المتنقلة نجاحاً كبيراً بحملها رسالة المحافظة على الأحياء الفطرية لآلاف الطلاب والطالبات في مراحل التعليم المختلفة، وإلى المواطنين، والمقيمين في المدن، والقرى، وحتى في المناطق النائية، ويتطلع المركز إلى الاستمرار في استعادة المجموعات البرية المستنزفة من خلال إكثارها وإعادة توطينها في محميات جديدة، تدار لأغراض مواصلة حماية المجموعات البرية المتبقية. المها العربي والمها من الظلفيات الصحراوية، وهو أبيض اللون متناسق الجسد، وربما هو الذي نسجت حوله أساطير القدماء للحيوانات ذات القرن الواحد، ويستطيع المها العربي العيش في أكثر المناطق جفافاً في شبه الجزيرة العربية، ورغم هذه القدرات إلا أنه انقرض من البرية قبل أكثر من ربع قرن، إذ سقطت آخر مجموعاته ببنادق الصيادين في عام 1972م، وقد أنقذ هذا النوع من الانقراض بالإكثار في الأسر، وقد بدأ المركز إنشاء الهيئة برنامج إكثار المها العربي بنقل 57 رأساً من المها من مزرعة الملك خالد بالثمامة إلى مركز الأبحاث في الطائف، وينتج المركز حالياً قطعاناً من المها، خالية من الأمراض لإعادة توطينها في بيئاتها الطبيعية، وأطلق المركز عدداً من الدفعات من المها العربي في محمية محازة الصيد، ويقدر أعدادها حالياً في المجموعات البرية بمئات الرؤوس من المها العربي، وتبعاً للنجاح الذي تحقق لتأسيس مجموعات برية من المها العربي التي تتكاثر ذاتياً في محمية محازة الصيد، فقد قام المركز بمشروع آخر لإعادة توطين المها في محمية عروق بني معارض. الحبارى يعد طائر الحبارى على أنه خجول متنوع التغذية في المناطق الجافة المفتوحة، وهو طريدة أساسية للصقارين العرب، فقد اعتبر للمعنيين بالحياة الفطرية، والاستخدام المتجدد للموارد الطبيعية، موضوعاً إعلامياً أولى بالرعاية، ويعزى تناقص أعداد طائر الحبارى في المملكة للصيد الجائر، وتدهور بيئاته الطبيعية، نتيجة للرعي الجائر، والتطور الزراعي، وتحول الحبارى من طائر واسع الانتشار والتكاثر في المملكة إلى مجموعات صغيرة متفرقة خاضعة للحماية في محمية حرة الحرة أقصى شمال المملكة، ويعمل باحثو المركز جنباً إلى جنب مع جوالي الهيئة، لحماية ما تبقى من هذه الطيور، وللحفاظ على هذا الطائر الصحراوي من الانقراض في المملكة، وقد تأسس مشروع إكثار الحبارى في الأسر في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية، بهدف تكوين مجموعة تتكاثر ذاتيا،ً تحت ظروف الأسر، تعطي إنتاجاً من فراخ الحبارى، يعاد توطنيها في البيئات المناسبة في المملكة، وهذا الإطلاق سيؤسس مجموعات تكاثر طبيعية جديدة، وقد نجح المركز في تفقيس أول بيضة للحبارى في عام 1989م، ونتيجة لتحسين طرق التلقيح الصناعي، والتحضين، وتزامن ذلك مع نتائج الأبحاث الفسيولوجية التكاثرية، والتغذية، والنمو للحبارى، وقد تمكن المركز من إنتاج أعداد كافية، كما تم أول إطلاق لها في الطبيعة في عام 1991م في محمية محازة الصيد، وبين عامي 1991-1998م بلغت أعداد الطيور المطلقة في المحمية 330 طائراً، وقد بدأت الطيور بالتكاثر طبيعياً في المحمية، وسجلت أول أعشاش للحبارى في وسط المملكة بعد انقطاع دام أكثر من أربعين عاماً، وبعد عشر سنوات من العمل تمكن المركز من إكثار الحبارى بأعداد كبيرة سنويا بلغت 300 طائر في عام 1999م. وتواصل النجاح بإنتاج أكثر من 2000 طائر حبارى خلال عشر سنوات من بداية العمل في المركز. تناقص أعداد طائر الحبارى بسبب الصيد الجائر النعام والنمور والوعول لقد كانت طيور النعام منتشرة في صحاري المملكة بأعداد كبيرة قبل انقراضها تماماً قبل حوالي نصف قرن، ويتم الآن إكثار النعام أحمر الرقبة السوداني في المركز لإعادة توطينه في المحميات الطبيعية، ويوجد حالياً مجموعة من عشرين نعامة تم توطينها في محمية محازة الصيد، وقد استقبلت المحمية أول الفراخ المنتجة طبيعياً في شهر فبراير عام 1997م، ويمثل النمر العربي أكثر أنواع القطط البرية التي لا تزال منتشرة في المناطق الجبلية في الجزيرة العربية، وتقدر الدراسات أعدادها بأقل من مائة فرد، مما يعني أنها أكثر ندرة من حيوان "الباندا" الشهير، وتلعب هذه المفترسات دوراً حيوياً في التوازن الطبيعي لأعداد القرود، والأرانب، والوبر، والتي يشكل تزايد بعضها خطراً على المزارع، والمناطق السكنية، وتقوم الهيئة حالياً بتطبيق برنامج لإكثارها في الأسر، وتناقصت أعداد الوعول البرية في المملكة نتيجة للصيد، وقد بدأ المركز مشروع إكثارها ب 26 رأساً أهديت له من الحديقة البرية، وحديقة الحيوان بسان دييجو، ويحتفظ المركز بمجموعة صغيرة في ظروف شبه طبيعية لغرض مشروع التوعية البيئية، وللبحث عن إمكانية إعادة إطلاقها في بيئات مناسبة، وتنتشر قرود بابون الهامادرياس في المناطق الجبلية جنوب غرب المملكة، وقد ساهمت الدراسات التي يجريها باحثو المركز على سلوكياتها، وتكاثرها، وتغذيتها في توفير معلومات كافية لإدارة مجموعاتها التي تتداخل في بعض الأحيان مع مناطق النشاطات البشرية. الجوارح والحمر الوحشية تقع المملكة في جزء مهم من خطوط الهجرة للطيور الجوارح، وتشكل أراضيها الشاسعة ملاذاً شتوياً للعديد من الطيور الجوارح، ومنها نوعان من العقاب، وهما "العقاب الإمبراطوري"، و"عقاب السهوب" وقد قام باحثو المركز بدراسة تحركات، وخطوط الهجرة لهذه الطيور بمتابعتها بشكل متواصل عبر الأقمار الاصطناعية، وقد بدأ المشروع في عام 1992م مع شركة أرجوس للمتابعة الفضائية، وذلك بالتعاون مع مجموعة العمل الدولية للطيور الجوارح، ومع الهيئة في المملكة، ومع حلول عام 1997م قام المركز بتحليق 292 طائراً جارحاً، وثبت 22 جهازاً للاستشعار بالأقمار الاصطناعية على عقابين، وثلاثة أخرى على صقور مما أتاح متابعة خطوط هجرتها، وتنتشر الحمر الوحشية من الجزيرة العربية إلى الصين متمثلة تحت أنواع عديدة، وقد انقرض تحت النوع السوري الذي كان موجوداً في الجزيرة في عام 1927م، وتعتبر الحمر الإيرانية أقرب الأنواع إليها، والتي يحتفظ المركز بمجموعة صغيرة منها، بهدف إكثارها، واحتمال إعادة توطينها في البيئة المناسبة لها. المها العربي يعيش في أكثر المناطق جفافاً في شبه الجزيرة