رفضت حركة النهضة التونسية، الاقتراحَ الذي تقدم به رئيس الحكومة حمادي الجبالي، لتشكيل حكومة كفاءات وطنية، عقب اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد. وأعلنت تمسكها بالائتلاف الذي يقود تونس منذ أكثر من عام. وكان الجبالي الذي يشغل منصب الأمين العام لحركة النهضة، قد قال في خطاب تلفزيوني وجهه أول من أمس للشعب، إنه سيشكل حكومة كفاءات وطنية مصغرة لا تنتمي لأي حزب، بحيث لا يترشح أي من أعضائها بمن فيهم هو نفسه للانتخابات القادمة، لتسيير أمور البلاد حتى إجراء انتخابات في أسرع وقت. وأشار إلى أنه لم يستشر أي حزب في الحكومة أو المعارضة قبل إعلان هذه الخطوة، مؤكدا أنه يهدف لإرضاء ضميره والقيام بواجبه الوطني تجاه البلاد التي تمر بمنعطف تاريخي، حسب قوله. وطالب في خطابه الشعب بالتزام الهدوء بعد اغتيال المعارض اليساري البارز بلعيد أول من أمس على يد مجهولين أمام منزله، ودعا الجميع دون استثناء إلى تحمل مسؤولياتهم وتزكية الحكومة. وقال "أطالب الجميع بوقف الاعتصامات والإضرابات لأشهر قليلة من أجل تونس". وأضاف "الحكومة ستكون مصغرة وستتشكل من أبرز ما لدينا من كفاءات، وفي كل الوزارات السيادية وغيرها، وسوف تلتزم بحيادها عن كل الأحزاب السياسية. وأدعو رئيس المجلس الوطني مصطفى بن جعفر إلى أن يحدد لنا تاريخا واضحا وجليا وفي أقرب الآجال للانتخابات التي ينبغي أن تكون سريعة وشفافة ونزيهة بمراقبة دولية كثيفة". وعزا المكتب السياسي للنهضة أسباب رفض المقترح إلى أن رئيس الوزراء لم يشاور الحركة، كما أن الائتلاف لم يستنفد فرص وجوده وأن في الإمكان توسيعه، وأنه من الناحية الدستورية يتعين على الحكومة تقديم استقالتها قبل تشكيل حكومة كفاءات. وقال نائب رئيس الحركة عبد الحميد الجلاصي: "نعتقد أن تونس بحاجة إلى حكومة سياسية الآن. سنواصل المناقشات مع أحزاب حول الحكومة المقبلة".