أبدى وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري عدم رضاه عن مستوى التبادل الطلابي وأعضاء هيئة التدريس بين الجامعات السعودية والدولية، حيث وصفه ب"المحدود" ، إلا أنه عوَّل على الملتقى الأول للكراسي والمراكز العلمية السعودية في الخارج بتقديم نماذج لهذا التعاون. وقال العنقري الذي افتتح أمس بقاعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز للمؤتمرات بمقر الوزارة الملتقى الأول للكراسي والمراكز العلمية السعودية في الخارج الذي ينظمه كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، أن المملكة بدأت منذ ستة وثلاثين عاما في تشجيع ودعم تأسيس كراسي ومراكز البحث العلمي بعدد من الجامعات العريقة في الخارج إيمانا بأهمية التواصل العلمي مع محاضن العلم خارج البلاد وتعزيزا للاتصال العلمي والثقافي مع الدول الصديقة. واستدل وزير التعليم العالي بتلك الحقائق مؤكداً حرص المملكة وشعبها على دعم ومساندة الباحثين والدارسين، وإيجاد مجالات للتعرف على جوانب الحضارة العربية والإسلامية وتاريخها، مضيفا أن المملكة منذ ما يقرب من أربعين عاما أنشأت كراسي بحثية في عدد من الجامعات العريقة في العالم، التي يصل مجموعها إلى 44 كرسيا. وأشار العنقري إلى أن تجربة الكراسي السعودية في الخارج كانت خطوة مشجعة نحو تأسيس كراسي بحثية في الداخل وفق نظرة علمية متقنة، عملت من خلالها الدولة ممثلة في وزارة التعليم العالي على دعم جامعاتنا أكاديميا وتعزيز إمكاناتها البشرية والتقنية والبحثية منوها إلى أن أول كرسي علمي تم إنشاؤه على مستوى جامعات المملكة في 1994 من خلال قسم الهندسة الكهربائية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. ولفت العنقري إلى أن برنامج كراسي البحث العلمي حظي بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتمويله لأربعة كراسي بحثية، كما حضي البرنامج بدعم خاص من المسؤولين ورجال الأعمال، مشيراً إلى أن عدد كراسي البحث في جامعات المملكة يقدر بأكثر من 200 كرسي بحث، وأضاف "على الرغم من أن التبادل الطلابي وأعضاء هيئة التدريس بين الجامعات السعودية ونظيراتها الخارجية لا يزال محدودا، إلا أنني على قناعة تامة بأن المشاركين في هذا الملتقى سيقدمون نماذج عديدة لمجالات هذا التبادل وسيناقشون الآليات التي تتبع في الخارج مما يتيح فرصا جديدة تساعد على تفعيل نظام الطالب الزائر في الجامعات السعودية". من جهته أوضح مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر أن اتجاه رجال هذه البلاد المباركة إلى تأسيس كراسي بحثية ومراكز علمية في الخارج هو تجسيد لانفتاح مبكر على دول العالم ذي الطابع العلمي ، وتأكيد لرؤية استراتيجية بعيدة المدى لدى ممولي تلك الكراسي والمراكز العلمية يأتي ضمن أهدافها بيان الصورة المعتدلة للدين الإسلامي والمنهج الوسطي الذي يضبط أحكامه، والرغبة في الاستفادة من مخرجات تلك الكراسي والبرامج والاستنارة بتجاربها العلمية والعملية وصولا إلى تبادل معرفي يمثل الغاية الأسمى من وراء ذلك الغرس.