أسقطت الشؤون الاجتماعية حضانة الأيتام من 7 أسر في المنطقة الشرقية، بعدما تبين لها وجود مشاكل بين الزوجين، أثرت على نفسية اليتيم، ليتم إعادته فورا للدور الإيوائية هناك. وأوضحت مصادر مطلعة أنه لم تسجل حالة تحرش أسرة ب"اليتيم" في المنطقة سوى قبل خمسة أعوام تقريباً. وأشارت المصادر إلى أن حالات إسقاط الحضانة قليلة جدا مرجعا ذلك إلى انتشار الوعي بين الناس بأهمية معاملة اليتيم بالحسنى وتهيئة الجو الأسري المناسب له كما أن فريق المتابعة يتتبع أوضاع الأسرة أولا بأول وفيما إذا لاحظ تأثر اليتيم من بعض الأمور على الفور يسقط حضانته، كما أن هناك دراسة دقيقة لأوضاع الأسرة الحاضنة من عدة جوانب للتأكد من صلاحية البيئة كي يعيش فيها اليتيم قبل الموافقة على طلب الاحتضان. لافتتا في الوقت نفسه إلى زيادة الطلب على الاحتضان في السنوات العشر الأخيرة بدليل وجود قوائم انتظار طويلة يصل بعضها إلى ستة أشهر أو سنة كاملة كي تستطيع الأسرة احتضان يتيم خاصة بعد زيادة إعانة الأسرة الحاضنة إلى 3 آلاف ريال شهريا. وفي السياق ذاته أوضحت مديرة الإشراف الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية لطيفة التميمي في حديث ل"الوطن" أمس أن عدد الأسر الحاضنة للأيتام في المنطقة 453 أسرة موزعة بين مدن الدمام والخبر والقطيف والجبيل والأحساء، مشيرة إلى أن المكتب ممثلا بقسم رعاية الأيتام يضم برنامج متابعة للأسر الحاضنة أو المسماة ب"البديلة" يشمل الزيارة المنزلية للأسرة والتواصل مع رياض الأطفال والمدارس التي يلتحق بها الأطفال بجانب عمل برامج تدريبية وورش عمل للأسر الحاضنة للتوعية والتثقيف في مجال التربية والطفولة وأضافت التميمي أن أسباب احتضان الأيتام متنوعة ما بين الحرمان من الإنجاب والرغبة في إشباع غريزة الأمومة وكسب الأجر والثواب بجانب الشعور بالتعاطف مع بعض الحالات خاصة الأسر التي تجد الطفل قريبا من منزلها فتشفق عليه وتطلب احتضانه لرعايته والاهتمام به وذكرت التميمي أن المكتب يشهد حالات طريفة وغريبة أهمها تقدم بعض الأسر للاحتضان لعدم القدرة على الإنجاب لسنوات طويلة وبعد الاحتضان يكتب الله لهذه الأسرة أن تنجب وترزق بأكثر من طفل بعد رعايتها لليتيم ومثل هذا الموقف تكرر أكثر من مرة لدى عدد من الأسر. وأشارت التميمي إلى أن وفاة الأسرة الحاضنة له أشد تأثير على الطفل الذي يتعرض لليتم مرتين الأولى منذ ولادته والثانية بعد رعايته من قبل الأسرة الحاضنة إلا أن فضل الله كبير على فئة الأيتام فكثيرا ما يتولى أحد المقربين من المتوفين احتضان اليتيم مرة أخرى وحول شروط الأسرة الحاضنة ذكرت التميمي أن الشروط تكمن في أن تكون الأسرة سعودية ولا استثناء في هذا الشرط كما يجب أن تكون الأسرة قادرة صحيا وماديا واجتماعيا على تربية الطفل وتلتزم بنظام وزارة الشؤون الاجتماعية فيما يخص الأوراق الرسمية للطفل ونظام متابعة الوزارة بعد الاحتضان كما أن هناك بعض الاستثناءات التي ترى اللجنة المسؤولة عن الاحتضان أخذها بالاعتبار لمصلحة الطفل وبعد موافقة الإدارة العامة لرعاية الأيتام على هذه الاستثناءات سوى شرط الجنسية فإنه لا يخضع للاستثناءات. وحول أسباب إسقاط الحضانة من الأسر، أفادت التميمي أن ذلك ينحصر بين تعرض الأسرة الحاضنة للتفكك "الطلاق" أو تغير حالها بمرض أو إدمان المخدرات أو إهمال الطفل وتعرضه للعنف أو التحرش وعدم قدرة الأسرة على حمايته وتحسين مستوى التعامل معه ومثل هذه الحالات قليلة جدا في المنطقة وأشارت أن إعانة الأسرة الحاضنة المقدرة ب"3000" ريال شهريا غالبية الأسر تحتفظ بها في حسابات الأيتام لمستقبلهم بشراء أملاك لهم أو سيارات للذكور والاستفادة منها لتزويجهم.