في الحوادث المفاجئة والكوارث الطارئة التي مرت بنا وخلفت ضحايا مادية وبشرية وأرعبت المجاور والمشاهد لها دائما ما نعلقها على باب القضاء والقدر، ونترك المسببات ومسؤولية وقوعها تتبخر بين لجان مختلفة. ففي فاجعة صباح الخميس الماضي بالعاصمة الرياض سنبقي اتجاهها في كل الأحوال مؤمنين إيمانا متجذرا نابعا من القلوب بقضاء الله وقدره، لكن الذي يجب أن نقف معه وقفة حازمة وصارمة هي معاقبة المخطئ والتحقيق مع المسؤول وألا يفلت المخطئ من العقاب. فكيف لعامل صهريج غاز أن يقوده تهوره إلى أن يجوب شوارع الرياض دون أن يفحص مركبته ويتأكد تماما بأنها صالحة للقيادة والسير بها، هذا ولأن الأمر يتعلق بحياة أرواح بشر وممتلكات وأشياء أخرى. وكيف لشركة غاز أن تترك القيادة ليد عامل آسيوي لم تتجاوز خبرته حولا كاملا دون تدريب متقن وتجربة طويلة ولا يعرف معايير السرعة المحددة أو على أقل تقدير تجهز المركبة بأدوات السلامة وأجهزة الإنذار لتفادي الأخطار وتجنب الأضرار؟ وماذا عن دور رجال الدفاع المدني في تأمين مثل هذه الشاحنات والكشف عن مدى صلاحياتها من عدمه؟ إننا إن بقينا على ما نحن عليه فسيزداد غير المبالين وستكثر الحوادث وتغيب الحقوق والواجبات. لا بد من تغيير المفاهيم ووضع معايير أخرى تضمن السلامة وعدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا. فهل من سن قوانين صارمة ليعرف المقصر عقوبة إهماله وتقصيره؟ حمى الله وطننا من كل حادثة مفزعة وكارثة محزنة.