جاءت حادثة انفجار ناقلة الغاز في الرياض الأسبوع الماضي، وما سببته من خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات لتعيد فتح ملف الشاحنات والصهاريج التي أصبحت قنابل موقوتة في مدينة مزدحمة كثيرا كالرياض، وفي تبوك بات أهالي المدينة يعيشون حالة من الفزع بعد حادثة انفجار "الناقلة"، وذلك لما يرونه من مشاركة صهاريج الغاز سكان أحياء المدينة، فيما أكدت إدارة المرور بالمنطقة أن هناك حملات مرورية مستمرة لمنع دخول صهاريج الوقود داخل المدينة. "الوطن" رصدت أمس أعدادا كبيرة من الشاحنات بطرق العاصمة وشوارعها الرئيسية، خاصة في أحياء الجنوب والشرق، مزاحمة السيارات ومخالفة في غالبيتها أنظمة المرور، إما بالسرعة والتهوّر، أو بعدم الالتزام بالمسار المخصص لها، فيما تخالف أخرى قواعد السلامة في نقل المواد الخطرة والقابلة للاشتعال كالغاز والبترول، وينتج عنها كوارث وحوادث مميتة كما حدث في "فاجعة" الرياض، وهي حوادث يرى مراقبون أنها نتيجة لغياب تطبيق الأنظمة الرادعة، والدعوة للاستفادة من استحداث مسارات مخصصة للشاحنات لا تتجاوزها، وفرض عقوبات رادعة تصل إلى سحب الرخصة من السائق وإبعاده خارج الدولة. وطالب مواطنون التقت بهم "الوطن" بضرورة تخصيص مسار للشاحنات وعدم دخولها للمدن، وأن يقتصر وجودها في مسارات خارج المدينة، وأن تفرغ حمولاتها في مراكز تفريغ، ويتم نقلها في سيارات صغيرة إلى وجهاتها داخل المدينة. وفي هذا السياق، أشار المواطن فهد الدوسري إلى أن كوارث الشاحنات التي حدثت الأسبوع الماضي كانفجار ناقلة الغاز في الرياض واحتراق شاحنتين بتروليتين في كل من الخرجوالرياض، تأتي بسبب التهوّر الذي يمارسه الكثير من سائقي الشاحنات، وعدم التزامهم بأدنى معايير السلامة. ويرى المواطن محمد السلمي أنه يجب ألا يتم تحميل سائقي الشاحنات والصهاريج المسؤولية كاملة، وإغفال المسببات الأخرى للحوادث التي يرتكبونها، ومن ذلك تكليفهم بالعمل فوق الساعات الرسمية عن طريق إغرائهم بالمال، وعدم وجود استراحات تلائمهم على الطرق السريعة، كما في الدول المجاورة حتى يستطيعوا فيها التقاط الأنفاس والراحة من عناء السفر، وعدم كفاءة الشاحنات وجاهزيتها والتزامها بأدوات السلامة. واقترح السلمي أن تكون هناك نقاط عشوائية ومفاجِئة على الطرق السريعة، لفحص الشاحنات من الناحية الميكانيكية، والتأكد من تطبيقها لمعايير السلامة، إضافة إلى فحص السائقين والتأكد من إمكاناتهم في القيادة، وضمان عدم تناولهم منشطات تساعدهم على القيادة ساعات طويلة. من جانبه، أوضح مدير إدارة المرور بمنطقة تبوك العقيد محمد النجار أنهم يقومون بحملات مستمرة لمنع دخول الشاحنات التي تحمل البترول ومشتقاته داخل المدينة. وقال "هناك لجنة مشكلة من المرور والدفاع المدني والدوريات الأمنية لمنع هذه الناقلات من الدخول للمنطقة المركزية، خصوصا وقت الذروة في الفترة الصباحية والمسائية". "الوطن" قامت بجولة قصيرة على عدد من الأحياء السكنية بمدينة تبوك، ورصدت عددا من شاحنات البنزين متوقفة داخل الأحياء وبجوار المساجد أيضا، دون وجود لأدنى درجات السلامة، وربما تسبب كارثة في حال نشب حريق. إلى ذلك، اشتكى عدد من المواطنين من الوقوف المتكرر لصهاريج النقل التي تحمل المواد سريعة الاشتعال داخل أحياء في تبوك. وقال المواطن محمد العطوي إن صهاريج البنزين تتوقف بجوار منازلهم منذ سنوات، وإنهم اعتادوا على رؤيتها، فيما بيّن المواطن محمد البلوي أن هاجس الخوف من الشاحنات المخصصة لنقل البترول ودخولها للأحياء السكنية زاد بعد كارثة انفجار صهريج الغاز التي حدثت الأسبوع الماضي، مشدداً على ضرورة تطبيق النظام من قبل الجهات المسؤولة ومنع الشاحنات التي تحمل مواد سريعة الاشتعال من دخول المدينة، والقيام بجولات على الأحياء لرصد ناقلات البترول ومشتقاته المخالفة.