مؤلم إلى حد الحزن ، ومبك إلى حد الغرابة ما حدث لأجيال المستقبل في مدرسة لم تكن مهيأة بأدوات السلامة ، ولا معدة بطرق الوقاية بل كانت ضيقة ولا تتسع إلا لعدد قليل لا إلى مايقارب نحو 800 طالبة ولكنه المال الذي أعمى صاحب المنشأة من مراقبة ضميره والمسؤولين الغائبين عن سبل الحوادث التي حدثت. مؤلم أننا حينما نتعرض لكوارث موجعة نعلق ذلك على القضاء والقدر الذي نؤمن به مثلما نؤمن تماما بدور المسؤول المناط به ولكننا ننسى أياديه وراء ذلك الحدث القاتل بمجرد إخماد الكارثة أو مضي بضعة أيام على ذلك. مؤلم أننا نرى المشاريع والمباني والطرقات العشوائية ليست صالحة لنا ولا يقبل أو يسلم الواقع بها إما لرداءتها أو سوء في تصميمها فنصبح في حالة صمت مذهل وعندها تلعب الكارثة دورها بيننا ويمارس المسؤولون الدفاع عن أنفسهم وجهاتهم ويتبادلون التهم بينهم ونحن لا نزال في مشهد المتفرج وفي صمتنا الدؤوب فالمحاسبة تضيع والعقاب يطول ونحن ننتظر. مؤلم أننا عشنا في عام 2002م حادثة طالبات بمدرسة في مكةالمكرمة وتكررت نفس الصورة في حادثة مدرسة براعم الوطن فربطنا الأحداث في بعضها من خلال وسائل الإعلام وعقولنا ولكننا بحثنا عن المقصرين والمتهاونين لكي يرتدع من في قلبه ذرة إهمال أو حبة تقصير ولكن لم نجد لهم أي أثر أو ذكر في دائرة المحاسبة والسؤالية بعد الحادثة الأولى فهل اختفوا مع أخر نار إنطفأ لهيبها أم بأخر دخان انتهى ناره فيا ترى أين ذهبوا ؟وكيف لهم أن يختفوا؟ هل سنبقى نتألم ونترك المقصرين يتنقلون بين مراحل الإهمال واللامسؤولية كما يحدث في حوادث طرق الموت للمعلمات التي مازالت تشتكي منها كل جهة من بلادنا الغالية ولم نجد لها حلا ؟. انني على يقين تام وواضح أنه في ظل قيادتنا الرشيدة لن تستمر أيادي المقصرين والمبالين ولن تمرمثل هذه الاحداث دون عقاب ولا حساب . صالح صبحان البشري ابها