مع اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير تهافت المنتجون والكتاب وحتى الفنانين في مصر، على تقديم أعمال فنية، سواء في التلفزيون والسينما وحتى المسرح، توثق لتلك الثورة، حتى أصبحت تلك النوعية من الأعمال الطابع الرسمي للحالة الفنية في مصر، على مدار أكثر من 14 شهراً، لتتوارى معها الأفلام الرومانسية، أو الكوميدية، وزادت حصيلة الأعمال الفنية التي تتناول الثورة بشكل ملحوظ متواكبة مع تزايد حدة الأحداث السياسية والاضطرابات التي شهدتها البلاد طوال الأشهر الماضية. ومع تشبع الجمهور بالأحداث السياسية وبدء عودتهم إلى دور السينما مع بداية الموسم الصيفي الذي بدأ في مارس الماضي، للهروب من التوترات التي تشبعوا بها منذ اندلاع الثورة، انتبه المنتجون والكتاب إلى ذلك، لتوالى الأعمال الكوميدية سواء في التلفزيون أو السينما، ليصبح موسم عيد "الفطر" الماضي عنواناً للكوميدياً، فحملت جميع الأفلام التي عرضت خلاله الطابع الفكاهي، وكان أبرزها" تيتة رهيبة" لمحمد هنيدي، و"بابا" لأحمد السقا، و" مستر آند مسز عويس" لحمادة هلال. وبرصد الأعمال السينمائية المقرر عرضها في موسم عيد "الأضحى" المقبل، نجد أنها عودة لتجسيد الواقع السياسي الذي عاشه الشعب المصري في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك. فعلى صعيد الأفلام التي ستدخل سباق العيد المقبل، يأتي فيلم "ساعة ونصف" للمنتج أحمد السبكي، من بطولة أحمد بدير، وسمية الخشاب، ويتناول حادث حريق "قطار الصعيد" جنوبالجيزة، ويناقش الفساد الذي كان شائعاً في عهد النظام السابق، وراح ضحيته مئات المصريين في هذه الواقعة التي أدمت القلوب. كما يدخل السباق أيضاً الفنان خالد صالح، بفيلمه الجديد "فبراير الأسود"، الذي يعود به بعد فترة غياب كبيرة عن شاشة السينما، ويركز الفيلم على بعض القصص الحياتية لبعض الأسر، والظلم الذي تعرضوا له من بعض الجهات، حيث يجسد صالح دور عالم مصري له أبحاث تفيد الوطن، ولم يجد من يتنبى أفكاره ليصطدم بنظام يفضل اللهو واللعب على قيمة الأبحاث العلمية. وكذلك الحال بالنسبة للفنانة منة شلبي، والتي ستخوض السباق بفيلمها "بعد الموقعة"، والذي تتناول فيه بالتفصيل موقعة "الجمل" وكيفية الهجوم على الثوار بميدان "التحرير"، في الأيام الأولى من اندلاع الثورة. كما يخوض الفنان مصطفى قمر سباق موسم عيد "الأضحى" المقبل، بفيلمه الجديد "لحظة ضعف"، والذي يرصد فيه مساوئ جهاز الشرطة في عهد النظام السابق، وكيف كان أداة بطش في يد النظام، فيما يعرض للفنانة ياسمين عبدالعزيز الفيلم الكوميدي الوحيد بعنوان "ناني 2". من جهتها قالت المخرجة المصرية إنعام محمد علي ل"الوطن": إن "السينما الحالية تتلخص في كلمة واحدة وهي "سينما ترسو"، لافتة إلى أن بعض المنتجين باتوا يبحثون عن ربح فقط وليس هدفًا أو مضمونًا، مستغلين في ذلك أي شيء، وكل شيء، حتى ولو كانت الثورة، مشيرة إلى أن جميع الأفلام باتت تعتمد على التصوير السريع، الذي لا يتعدى أشهرا، حتى يتم الانتهاء من العمل لدخوله السباق.