استقر ضيوف الرحمن البالغ عددهم نحو 60 ألف حاج، بمشعر مزدلفة، بعد أن مَنّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم، وسيتوجهوا إلى منى بعد صلاة فجر اليوم أول أيام عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي. وتعدّ النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة، من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم. متابعة أمنية توافدت قوافل حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح أمس، على صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية، يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية ملبين متضرعين داعين الله عز وجل، أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. وواكب قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر، متابعة أمنية مباشرة من أفراد مختلف القطاعات الأمنية، التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج التي سجلت زمنا قياسيا، إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم. جاهزية تامة بجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية، العاملة في خدمة الحجاج وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية، والإسعافية والتموينية، وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة، ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام، حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه. وأدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة، اقتداءً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام القائل «خذوا عني مناسككم». ومع غروب شمس أمس، بدأ جموع الحجيج نفرتهم إلى مزدلفة ووصلوا المغرب والعشاء، ووقفوا بها حتى فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، لأن المبيت بمزدلفة واجب حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، وصلى بها الفجر.