لا يجد ماهر القرشي وهو شاب في مقتبل العمر حرجا في العمل في إعداد الشاي على الجمر، وبيعه للمصطافين والسياح في منطقة الهدا بالطائف، على العكس يجد سعادة لممارسة هذه المهنة الموسمية التي وفرت له دخلا شهريا جيدا، وأكسبته علاقات كثيرة مع أصدقاء من مختلف مناطق المملكة، ودول الخليج العربي الذين يقضون إجازة الصيف في الطائف، ولم يكن ماهر الوحيد الذي وجد الصيف فرصة سانحة للعمل، فأرصفة طرقات الهدا تحولت إلى مباسط لبيع الفواكه، والمشروبات الباردة والساخنة، إلا أن الشاي يعد المشروب المفضل للزوار والمصطافين الذين لا يعدل مزاجهم إلا كأس منه برائحة الجمر التقليدية الأصيلة، يقول ماهر "العمل في موسم الصيف متعة، حيث يتيح لي العمل في بسطتي الصغيرة التعرف على أصناف شتى من البشر من مختلف مناطق المملكة، ومن دول الخليج العربي، وقد اخترت صنع الشاي بطريقة تقليدية خاصة تجذب الزوار، بإعداده على الجمر بدلا من المواقد العادية، حيث إن الشاي المصنوع على الجمر له نكهة خاصة تجذب الزوار والمصطافين"، وأضاف أنه لا يتحرج أبدا من هذه المهنة التي تدر عليه وأشقائه الذين يساعدونه ربحا وفيرا، إضافة إلى أنه من خلال هذا العمل تعرف على العديد من الأشخاص، ومنهم شخصيات بارزة، والذين كانوا معجبين بما يقوم به، مشيرا إلى أن الكثير منهم يشد على يده، ويرى أنه مثال للشاب السعودي الطموح الذي يعشق العمل، ويرفض التكاسل، وعن أسعار الشاي قال القرشي إنه يبيع الكوب بريالين فقط، وفي ذلك ربح وفير، وعندما يتعرف على شخصيات معروفة من زبائنه يرفض أن يأخذ منهم شيئا، ويقدم لهم الشاي مجانا إلا أن كثيرا منهم يرفضون، ويصرون على الدفع، ولم تكن مهنة بيع الشاي المهنة الوحيدة للشباب في مناطق الطائف السياحية، فهناك مهن أخرى جذبت الشباب الذين يعشقون العمل الموسمي، ففي مقابل بسطة ماهر يجلس مشهور محمد بن زيد، على بسطة صغيرة، عارضا فاكهة التوت التي تنتجها مزارع الهدا، قال بن زيد إنه يعرض فواكه الطائف الطازجة التي يجلبها من مزرعتهم يوميا، وإنه يعمل في هذه المهنة الصيفية كل عام، ويحقق من خلالها دخلا لا بأس به، مشيرا إلى أن زبائنه يشيدون دائما بعمل الشباب السعودي في هذا المجال الذي كان المقيمون يسيطرون عليه. من جهته قال رجل الأعمال محمد بن زيد القرشي أن موسم الصيف في الطائف يعتبر فرصة سانحة للشباب للعمل الحر من خلال إقامة مباسط مختلفة في المواقع السياحية، مشيرا إلى أنه يسعد كثيرا عندما يجد الشباب السعودي متفاعلا مع موسم الصيف، ومستغلا له بعمل تجاري بسيط، يدر عليه دخلا جيدا، وطالب بتشجيع مثل هؤلاء الشباب ودعمهم، مؤكدا أنهم جزء من الحركة السياحة في المملكة.