دخلت العقوبات الأميركية والأوروبية المشددة ضد إيران حيز التنفيذ أمس، وهي عقوبات طالت من يتعاملون من البنك المركزي الإيراني ومن يستوردون النفط الإيراني ما لم يكونوا قد حصلوا على إعفاء مسبق من العقوبات مقابل خفضهم لمشترياتهم من ذلك النفط. وقال مسؤول في إدارة الرئيس باراك أوباما إن العقوبات الأميركية والأوروبية الجديدة هي عقوبات دولية في جوهرها، إذ إنها لم تكن لتطبق بدون تعاون المجتمع الدولي. وتابع "الرسالة الدولية من هذا هي التأكيد على عزلة طهران عن المجتمع الدولي وإصرار هذا المجتمع على مواصلة العمل على الحصول على ما يطمئن دول العالم إلى حقيقة النوايا الإيرانية من البرنامج النووي. إن ايران تقول إنها تتمسك بذلك البرنامج لأهداف اقتصادية بسبب قدرته على إمداد البلاد بالكهرباء ومن ثم توفير الدعم المقدم إلى الطاقة. ولو كان الهدف ماليا لاكتشف الإيرانيون منذ بعض الوقت أن الخسائر المالية التي تسبب بها البرنامج بسبب العقوبات الدولية تفوق كثيرا المكاسب التي يمكن تحقيقها من توليد الكهرباء. ويؤكد هذا أن الهدف من البرنامج ليس اقتصاديا". وتأمل واشنطن أن تضطر إيران إلى تبني موقف أقل عنادا في المفاوضات الدولية التي تجري الآن معها بشأن البرنامج النووي. ويعتقد الدبلوماسيون الأميركيون أن تشديد العقوبات سيؤدي بالفعل إلى تليين الموقف الإيراني ومن ثم تسهيل مهمة الحصول على الضمانات الدولية المطلوبة بشأن البرنامج النووي. وقال سفير إيران في الأممالمتحدة، محمد خزاعي، إن بدء سريان تلك العقوبات يعني أن الدول الغربية غير جادة في تفاوضها مع طهران، فيما أوضحت تقارير إعلامية أميركية أن العقوبات التي بدأت والتي تعد الأهم في مسلسل العقوبات ضد إيران لن تكون على الرغم من ذلك آخر العقوبات. إلى ذلك اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن العقوبات تعتبر "الأقسى" التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي وتظهر تصميمه على "تكثيف الضغط الدبلوماسي" على هذا البلد، داعيا طهران إلى "التعاون". وأضاف هيج أن إيران أصبحت الآن "أمام خيارين، إما أن تواصل إخفاء المسائل الحاسمة وتخضع لعقوبات مشددة وعزلة دولية متزايدة، أو يمكنها أن تبدأ بالتعاون جديا عبر بحث إجراءات تكون مستعدة لاتخاذها حول برنامجها النووي"، داعيا طهران إلى "العودة لطاولة المفاوضات عبر إبداء استعدادها لإنجاح الدبلوماسية". وحذر هيج من أنه في حال لم تغير إيران موقفها فإن "الضغط" على هذه الدولة "سيواصل تزايده". ومن المرتقب عقد اجتماع للخبراء غدا في إسطنبول بين إيران ومجموعة دول 5+1 في محاولة لإحراز تقدم في هذا الملف. وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات التي جرت في 18 و 19 يونيو الماضي في موسكو انتهت دون إحراز أي تقدم.