برنامج «التوطين» أصدرته وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، والذي يقتضي بفتح المجال للمرأة للعمل في الأنشطة التجارية، تحقيقا لأهداف رؤية المملكة 2030، والتي تسعى ضمن أهدافها العظيمة إلى تحقيق تمكين المرأة، وتوفير فرص العمل لها في المحلات التجارية -كبائعة- وتوفير الخصوصية لها «كمشترية». هذا القرار لاقى استحسان كثيرين في أوساط المجتمع، ومعارضة البعض، مثل أي قرار ومثل أي مجتمع حيّ، يعيش الاختلاف دون التصادم، فمن يستحسنه يستفد منه، ومن يعارضه له الحق في تجنّبه. لنختلف في أي شيء، ولنتعايش في كل شيء، فالحياة اختيارات ومشاركات، والوطن يحتاج شراكتنا، من أجل المستقبل. ما دعاني للحديث عن هذا الموضوع، هو لقائي -خلال التسوق- فتاتين في العقد الثالث من العمر، من حملة البكالوريوس، تعملان في أحد المحلات التجارية، وقد رأيت فيهما الشغف، والسعي إلى تحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية. أحلام، فتاة أضافت إليها الوظيفة جوانب إيجابية، وتغييرا جذريا في نمط الشخصية، فأصبحت اجتماعية، مؤمنة بقدراتها وأكثر ثقة بنفسها من مرحلة قبل العمل، كما تقول، وكما فهمت من حديثها. منيرة، أمٌّ وتعول أسرة، وهي اليوم امرأة مستقلة بعد انفصالها، وقادرة على مواجهة الصعوبات والعقبات في حياتها. أحلام ومنيرة، امرأتان لديهما الشغف على الإنجاز والقيام بأشياء كثيرة، وتسعيان إلى الاستقلال في الحياة بشكل عام، ونجاحهما اليوم وظيفيا يستحق الإشادة به. وبعيدا عن نظرة بعض المجتمع لعمل المرأة وتوجهاته السلبية، يبقى عمل المرأة -أيّا كان- مصدر دخل يساعد على تطوير مهاراتها الشخصية، ومنحها الثقة في نفسها. المرأة -بعد تهميشها سابقا- ها هي تنهض من جديد لتنفض عنها غبار الفشل والإحباط والتهميش، وتخوض التجارب مرات عدة، حتى تحقق طموحها ونجاحها. لكن يبقى السؤال: هل العمل في المحلات التجارية يرضي الشغف لدى المرأة؟ كل الأمل في أن تفتح هذه الوظائف الباب لتكون المرأة سيدة العمل، بعدما تنال الخبرة والثقة، ولا تبقى موظفة تبحث عن سيد عمل لها.