تبنى تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن اعتداء نيس، الذي أودى بحياة 84 شخصاً بينهم عشرة أطفال، فيما أعلنت فرنسا أن هذه المجزرة تشكل من حيث حجمها وطريقة تنفيذها وشخصية منفذها، تحدياً جديداً لفرنسا في مواجهة هجمات من نوع جديد، تزيد من صعوبة مكافحة الإرهاب. وكان 84 شخصاً بينهم عشرة أطفال وفتية قتلوا مساء الخميس الماضي أثناء تجمّعهم لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي عندما انقضّت الشاحنة التي كان يقودها التونسي محمد لحويج بوهلال (31 عاماً) على الحشد ودهست الناس تحت عجلاتها الضخمة على مدى كيلومترين. ويرقد خمسة أطفال لا يزالون بين الحياة والموت بينهم طفل في الثامنة مجهول الهوية، كما لم يتم التعرف إلى هوية 16 جثة. وأوضح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في ختام اجتماع أزمة للحكومة في قصر الأليزيه أن منفذ اعتداء نيس الذي أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عنه «اعتنق الفكر المتطرف بسرعة كبيرة على ما يبدو. هذا ما يرشح من شهادات المقربين منه». وأردف «أفراد يتأثرون برسالة داعش، باتوا ينفذون أعمالاً بالغة العنف من دون أن يكونوا قد شاركوا في معارك أو تلقوا تدريبات بالضرورة أو حصلوا على أسلحة»، مشيراً إلى «أننا أمام اعتداء من نوع جديد يؤكد الصعوبة القصوى لمكافحة الإرهاب». وكان منفذ الاعتداء الإرهابي، الذي قتل برصاص الشرطة بعد الاعتداء، معروفاً لدى القضاء بقضايا تتعلق «بالتهديد والعنف والسرقة ومخالفات ارتكبها بين 2010 و2016». من جانبه، أكد والد منفذ الجريمة محمد منذر لحويج، أن ابنه لم يكن متديناً، وفي بداية عام 2000 «واجه مشكلات وأصيب بانهيار عصبي فبات متشنجاً وكان يبكي ويحطم كل ما يجده أمامه». واعتداء نيس هو ثالث اعتداء دام يستهدف فرنسا بعد الاعتداءات على مقر صحيفة شارلي إيبدو في يناير 2015، واستهداف شرطيين ومدنيين (17 قتيلاً)، والاعتداءات التي نفذت في نوفمبر 2015 (130 قتيلاً في باريس). ووجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعوة «للتعايش» و«وحدة» فرنسا ودان «المحاولات لتقسيم البلاد»، وأعلن تمديد حال الطوارئ ثلاثة أشهر بهدف تسهيل عمليات المداهمة ووضع المشتبه بهم قيد الإقامة الجبرية. وتساءلت صحف عدة عن الطريقة التي نجحت بها الشاحنة المبردة التي تزن 19 طناً من الدخول إلى موقع مخصص للمشاة تؤمنه قوات الأمن خصوصاً بمناسبة العيد الوطني. ورفض وزير الداخلية هذه الانتقادات، مؤكداً أن قوات الشرطة كانت «منتشرة وبكثافة» مساء الخميس، وذكر أن الشاحنة اقتحمت المكان بعد أن صعدت على الرصيف.