رسائل عدة وجهها رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة محمد محموديان إلى كل من السعودية ومصر حول الأوضاع الإقليمية الأخيرة، مفادها أن إيران تمد يدها للسعودية، وأن طهران تسعى دائماً إلى علاقة إيجابية وبناءة مع الرياض، والسعي للتعاون مع مصر ونسيان أخطاء الماضي، حسب زعمه. وقال محموديان في لقاء مع عدد محدود من الصحافيين أمس في القاهرة، إن بلاده ترغب في تحسين علاقتها مع مصر، إلى مستوى أكبر وأفضل من المستوى الحالي، مشيراً إلى أهمية تطور العلاقات بين الجانبين، وخاصة في المجال الاقتصادي، موضحاً أن طهران "تبدي رغبة حقيقة في التعاون وتطوير العلاقات مع مصر"، مؤكداً أن حضور أمير اللهيان، حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو تأكيد واعتراف بالنظام المصري والذي جاء عبر انتخاب ديمقراطي نزيه. ودعا الدبلوماسي الإيراني، الذي يتقن العربية، إلى نسيان أي أخطاء من قبل الطرفين أدت إلى تراجع وتدهور العلاقات بين أكبر بلدين في المنطقة والعالم الإسلامي حسب قوله. تقارب مع مصر "تعاون مصر وإيران يؤدي إلى استقرار الإقليم والمنطقة" بذلك عبّر محموديان عن مسار العلاقات مع مصر، مشيراً إلى أن هناك تقارباً كبيراً في وجهات النظر بين القاهرةوطهران في عدد من الملفات وفي مقدمها الملف السوري، والذي تؤكد البلدان على وحدة واستقرار واستقلال الدولة السورية، وأن القرار في إسقاط حكومة أو بقائها في يد الشعب السوري وحده. السعودية الرسالة الأخرى التي وجهها للسعودية نصت على أن إيران تمد يدها للمملكة، وأن طهران تسعى دائماً إلى علاقة إيجابية وبناءة مع الرياض لكن الأخيرة لا تتخذ نفس الموقف، مؤكداً أن القيادة الإيرانية أدانت واعتذرت عن اقتحام سفارة وقنصلية السعودية في طهران ومشهد. وأبدى السفير الإيراني استعداد بلاده لحوار مع المملكة من أجل استقرار المنطقة، مشيداً بالعلاقات بين إيران وعدد من دول الخليج أيضاً، نافياً تصريحات قادة عسكريين إيرانيين بإرسال مستشاريين عسكريين إلى اليمن، قائلاً إن هذا الأمر غير وارد وغير معقول، وأن إيران تدعو للحوار بين الحوثيين والسعوديين". داعش الرسالة الأخرى أيضاً التي نقلها محموديان حول تنظيم "داعش"، والذي وصفه بأنه صناعة أمريكية وغربية تستهدف الدول العربية والإسلامية باسم الإرهاب، موضحاً أن إيران تقدم الدعم لسوريا عبر مستشارين عسكريين لمواجهة تنظيم "داعش"، والأمر ذاته في العراق، حيث ساهم المستشاران العسكريان الإيرانيان، في تقديم الدعم للجيش والقوى العراقية لمواجهة "داعش" ووقف تقدمها وتمددها في العراق. أما الأمر الأكثر خطورة بالنسبة إلى العالم الإسلامي السني والمتمثل في المد الشيعي ونشر إيران للتشيع، فوصفه الدبلوماسي الإيراني بأنه "أكذوبة كبيرة"، وقال إذا أرادت إيران أن تشيع أحداً لكان الشيعة أكثر في إيران نفسها، فهناك أكثر من 10 مليون سني لدينا"، لافتاً إلى أن تغير المذهب من سني إلى شيعي أو العكس، أو تغير من ديانة لأخرى، أمر نادر الحدوث ولا يتعدى أصابع اليد الواحدة في دول العالم. وشدد محموديان على أن الحديث عن المد الشيعي عبر العلاقات المصرية الإيرانية، هو إهانة لمصر والمصريين والأزهر الشريف، وإهانة للمذهب السني، مضيفاً: "المذهب السني ليس هشاً ليتم تغير شعب بأكلمه من خلال السياحة أو التجارة والعلاقات المتبادلة". وأشاد الدبلوماسي الإيراني بدور الأزهر الشريف في تصديه للفتن، مشيراً إلى فتوى الشيخ محمود شلتوت حول جواز التعبد بالمذهب الشيعي "الاثنى عشري". حزب الله ولم يغفل محموديان أزمة حزب الله والسعودية، حيث أبدى أسفه لتصنيف السعودية ودول الخليج حزب الله كتنظيم إرهابي، مضيفاً أن "هذا القرار لا يخدم إلا العدو الإسرائيلي". وحذر محمديان، من "الفتنة التي يشعلها الأمريكيون والصهاينة في المنطقة، عبر حرب مذهبية بين السنة والشيعة"، مؤكداً أن "الاقتتال بين أبناء الأمة الإسلامية وتمزيق الدول العربية لا يخدم سوى دول العدو الإسرائيلي والولايات المتحدةالأمريكية". وأكد في نهاية اللقاء، أن إيران ترحب بعودة العلاقات القوية بين مصر والعراق، مشيراً إلى أن طهران تدعم هذه العلاقات بما يخدم استقرار المنطقة ومحاربة التشدد والإرهاب.