احتفت إثنينية عبدالمقصود خوجة في جدة مساء الإثنين الماضي بالأديب السعودي الدكتور عبدالرحمن الرفاعي، وسط حضور عدد كبير من المثقفين والأدباء. وقال خوجة: «نشأ ضيف الإثنينية الدكتور عبدالرحمن الرفاعي في ظلال بيتين من بيوت الأدب السعودي في جازان، فترعرع في بيتي العقيلي والسنوسي، قبل أن يصقل هذه الفطرة ويتوّج قدراته بدراسة متعمقة للغة العربية في جامعة الإمام سعود بالرياض، ثم بدأ بحفر عميق في آثار مغني جازان الشاعر محمد علي السنوسي وما لها من ذائقة خاصة في نفوس أهل الجنوب، ولا يذكر السنوسي الشاعر من دون أن يقترن ذكره باسم رفيق دربه مؤرخ جازان الشاعر محمد أحمد العقيلي، إذ بلغ أثر هذين الرجلين في نفس الأستاذ الرفاعي أن جمع روحيهما في روحه المتفردة بتعلقها بالأدب والتاريخ في آن». وأضاف خوجة: «أودع الرفاعي خلال مسيرته العلمية الحافلة بالعطاء الأدبي والعلمي والفكري كثيراً من النظريات المهمة في تاريخ اللغة العربية وآدابها، وأصبحت هذه البحوث والنظريات مرجعاً يستند إليه طلاب الدراسات العليا في علوم اللغة وتاريخها، ولعل نظريته في التوحد اللغوي وأثره على إنتاج المعرفة العربية تظل واحدة من أهم فرضياته العلمية، وهي التي لفتت إليه نظر الجامعة العربية فاعتبرتها مدخلاً مهماً لرتق النسيج الثقافي العربي، للحفاظ على تماسك ووحدة الأمة، وهذا في حد ذاته يعد حافزاً حقيقياً لديمومة مشروعه العلمي ونجاحه على المستويين النظري والتطبيقي». وفي الأمسية تحدث الرفاعي عن محطات في حياته العملية والعلمية وقال: «هناك ثلاثة أشخاص أثروا في شخصيتي هم الدكتور هاشم عبده هاشم وعبدالله الجفري وعلوي الصافي وأخي الأكبر، وعلى رغم الإعاقة، كنت أذهب إلى المدرسة على حمار. وأضاف: «عشقت اللغة، وجربت الشعر ثم تركته لاحقاً بعد أن تعرضت لبعض المضايقات». وعن مدينته جازان قال الرفاعي: «إن اسم جيزان يطلق على المدينة المعروفة، أما جازان فيطلق على الوادي، وبها العديد من المثقفين والأدباء الذين لهم إسهامات كبيرة في الأدب السعودي». وفي المداخلات قال الدكتور عبدالله مناع: «التقيت قبل أعوام بالأديب عبدالرحمن الرفاعي، وفوجئت بشخصيته العلمية والأدبية، وأعتقد أن إنتاجه المعرفي لم يطلع عليه إلا القليل، وطبعت بعضها في مصر ونالت إعجاب الكثيرين». وقال الدكتور مدني علاقي: «زرت الرفاعي في بيته في جيزان فوجدته مختبئاً بين كتبه، ودخلت معه في حوار حلق بي إلى آفاق رحبة، وكانت كل دراساته وبحوثه تنطلق من القرآن الكريم، ومن يقرأ كتبه يعرف كيف أن هذا الباحث الموسوعي يغوص في أعماق المفردات القرآنية ليستخرج منها ما يدعم نظريته واستنتاجاته الفكرية والعلمية». ووصف الدكتور هاشم عبده هاشم الرفاعي بأنه فقيه وعالم فراسة ومفكر يستخدم عقله كثيراً فكان خلاقاً باستمرار، وأن مؤلفاته تجسّد تميزه ونبوغه».