أوضح الباحث اللغوي والمؤرخ عبدالرحمن الرفاعي، أنه يحب الشعر، وجرب كتابته كثيراً، ثم تركه لاحقاً، بعد أن تعرض لبعض المضايقات. وأبدى الرفاعي، خلال أمسية تكريمه في إثنينية عبدالمقصود خوجة مساء أمس الأول في جدة، سخريته ممن لاحقوه طوال مسيرته بعديد من «الأوصاف والتهم المجانية»، مثل: العنصري، الليبرالي، السارق، وخلافها، التي ما زالت تلاحقه حتى الآن، حسب قوله. واستعرض الرفاعي خلال الأمسية عدد مرات دخوله إلى السجن، في الماضي، بسبب بعض مؤلفاته، التي لم يسمح لغالبيتها بدخول السوق السعودية حتى الآن. وأشار الرفاعي إلى أنه يدين بالفضل إلى ثلاث شخصيات أسهمت في مسيرته العلمية، وهم: هاشم عبده هاشم، عبدالله الجفري، وعلوي الصافي، إضافة إلى أخيه الأكبر. قبل أن يتناول يومياته حينما كان يذهب إلى المدرسة على حمار. وشهدت الأمسية حضوراً، كانت سمته الأساسية محاولة التعرف عن قرب على هذا الباحث الذي عرف حضوراً عربياً أكثر من حضوره المحلي. وقال مؤسس «الإثنينية»، عبدالمقصود خوجة، إن الرفاعي هو أحد الذين خصتهم أبجدية الضاد بفتح خزانة أسرارها، ففتح بحفظه لهذه الأمانة للباحثين والدارسين آفاقاً جديدة في الجذور التاريخية للغتنا العربية، معتبراً إياه أحد أهم علماء اللغة العربية وأئمة بحثها العلمي والتاريخي في العصر الراهن. وأشار خوجة إلى أن الرفاعي، خلال مسيرته العلمية، نهض بكثير من النظريات المهمة في تاريخ اللغة العربية وآدابها، وأصبحت هذه البحوث والنظريات مرجعاً يستند عليه طلاب الدراسات العليا في علوم اللغة وتاريخها. وقال: لعل نظريته في التوحد اللغوي وأثره على إنتاج المعرفة العربية تظل واحدة من أهم فرضياته العلمية، وهي التي لفتت إليه نظر الجامعة العربية، فعدتها مدخلاً مهماً لرتق النسيج الثقافي العربي للحفاظ على تماسك ووحدة الأمة. وفي الشهادات المقدمة حوله، قال الدكتور مدني علاقي إن كل دراسات الرفاعي وبحوثه تنطلق من القرآن الكريم. ومَنْ يقرأ كتبه يعرف كيف أن هذا الباحث الموسوعي يغوص في أعماق المفردات القرآنية، ليستخرج منها ما يدعم نظريته، واستنتاجاته الفكرية والعلمية. وأعرب الدكتور عبدالله مناع عن دهشته من الشخصية العلمية المتميزة للرفاعي، رغم أن إنتاجه لم يطلع عليه إلا القليل، حسب قوله. واختتمت الشهادات بكلمة للدكتور هاشم عبده هاشم، الذي وصف الرفاعي بأنه فقيه، وعالم فراسة، ومفكر يستخدم عقله كثيراً. واختتمت الأمسية بحديث طويل للرفاعي استعرض خلاله نشأته العلمية وصولاً إلى إنجازاته العلمية المتنوعة، معبراً عن سعادته بتكريمه في داخل وطنه، بعد أن أشبع تكريماً من الخارج.