رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، مساء اليوم حفل إعلان أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية في دورتها لهذا العام 1437/ 2016ه، وذلك في فروعها الخمسة. وقد فاز بجائزة خدمة الإسلام المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، فيما فاز بفرع الجائزة في الدراسات الإسلامية الدكتور عبد الله بن يوسف الغنيم، وفي فرع اللغة العربية والأدببالمشاركة الدكتور محمد عبدالمطلب والدكتور محمد مفتاح، وفي فرع الطب بالمشاركة الدكتور هان جريت برونر والدكتور يورس فلتمان، وفي العلوم بالمشاركة الدكتور فامسي كريشنا موثا والدكتور ستيفن جاكسون. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه في قاعة الاحتفالات بمبنى مركز الخزامى، بحضور أعضاء لجان الاختيار. وقد نوه سموه في كلمة ألقاها بهذه المناسبة بخدمة السعودية لجميع المسلمين في العالم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -. كما نوه بالجائزة في عامها الثامن والثلاثين، التي شقت طريقها بين جوائز العالم؛ لتحتل مكانة مرموقة بين الجوائز العالمية. وأكثر ما تفخر به هذه الجائزة هو تميزها بالحيادية. وعبّر سموه عن شكره للدكتور عبدالله العثيمين على جهوده المخلصة طوال فترة عمله أمينًا عامًّا للجائزة، معربًا عن ترحيبه بالأمين العامللجائزة الجديد الدكتور عبدالعزيز السبيل. عقب ذلك أعلن الدكتور عبدالعزيز السبيل الأمين العام للجائزة أسماءالفائزين بالجائزة، وألقى بيان لجنة اختيار الفائزين بالجائزة. وقد قررت اللجنة منح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة؛ وذلك لدوره في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الذي يمثل المرجعية الفقهية للأمة في القضايا الحادثة والمستجدة؛ إذ بذل معاليه جهداً متميزاً في أدائه بحكمة عالية، ورؤية علمية عميقة، تجمع بين الرأي الفقهي المؤصل، واستيعاب متغيرات العصر الحاضر، وقدرة على التأثير الإيجابي في تناول القضايا الفقهية المعاصرة، وتمتعه بشخصية علمية شرعية، وطرح فكري رصين، وعدالة ووسطية، هيأته لأن يكون من أهم الشخصيات الإسلامية العالمية التي تخدم الدين الإسلامي، إضافة إلى جهوده التعليمية والدعوية التي تمثَّلت في إلقاء مئات الدروس والمحاضرات والندوات العلمية الرصينة في المراكز العلمية والثقافية، واهتمامه بقضايا الأمة الإسلامية من خلال التدريس والإفتاء، ومئات الخطب التي لا يزال يلقيها في المسجد الحرام، والتي تُعدُّ نقلة نوعية مميَّزة في موضوعاتها، وتأليفه العديد من الكتب الإسلامية التي تبرز سماحة الإسلام وقيمه وتاريخه. كما أشار الدكتور السبيل إلى أن لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية قررت منح الجائزة هذا العام 1437ه (2016م)، وموضوعها (التراث الجغرافي عند المسلمين)، لمعالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن يوسف الغنيم (الكويتي الجنسية)، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية. وقد مُنِحت الجائزة للأستاذ الدكتور عبدالله الغنيم على مجموعة أعماله في الجغرافيا عند المسلمين تأليفاً وتحقيقاً؛ لتميزه في إحياء مصطلحات عربية قديمة لأشكال سطح الأرض، وإعادة توظيفها في الجغرافية المعاصرة، كما في كتاب "اللؤلؤ"، وكتاب "في التراث الجغرافي العربي"، ورصده التاريخي غير المسبوق للزلازل كما في كتابه "سجل الزلازل العربي". وأضاف الدكتور السبيل بأن لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب قررت منح جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب، وموضوعها (الجهود التي بُذلت في تحليل النص الشعري العربي)، بالاشتراك لكل من: الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب (المصري الجنسية)، والأستاذ الدكتور محمد مفتاح (المغربي الجنسية). وقد منحت اللجنة الأستاذ الدكتور محمد عبدالمطلب الجائزة تقديراً لإنجازاته في مجال التحليل التطبيقي للنصوص الشعرية؛ إذ درس النصوص بكفاءة واقتدار موائماً بين معرفة عميقة بالتراث والنظريات الأدبية الحديثة. أما الأستاذ الدكتور محمد مفتاح فقد منحته اللجنة الجائزة تقديراً لجهوده العلمية المتميزة في هذا المجال؛ إذ وظف معارفه العلمية الحديثة في تحليل النصوص الشعرية بعمق وأصالة مع قدرة فذة في الوصف والتحليل ووعي بقيمة التراث وانفتاح على الثقافة الإنسانية. كما قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب منح الجائزة هذا العام 1437ه (2016م)، وموضوعها (التطبيقات السريرية للجيل القادم في علم الجينات)، بالاشتراك لكل من: الأستاذ الدكتور هان جريت برونر (الهولندي الجنسية) أستاذ الوراثة الطبية ورئيس قسم الوراثة البشرية في المركز الطبي لجامعة راتبوات في نايميغان ورئيس قسم الوراثة الإكلينيكية في المركز الطبي لجامعة ماسترخت، والأستاذ الدكتور يورس فلتمان (الهولندي الجنسية)، أستاذ تطبيقات الجينوم في مركز نايميغان الطبي لجامعة راتبوات والمركز الطبي لجامعة ماسترخت. وقد تم اختيار الأستاذ الدكتور برونر والأستاذ الدكتور يورس فلتمان لنيل الجائزة لهذا العام؛ إذ تميزا بدورهما في الارتقاء بالتطبيقات السريرية للجيل القادم في علم الجينات إلى التشخيص الإكلينيكي؛ إذ إنهما طوَّرا طرقاً عملية لتحليل عينات للمرضى المشتبه في أن لديهم أمراضاً وراثية. وقد حفز ذلك إلى إدخال هذه التقنيات إلى العيادة الطبية، وكوَّنا فريقاً، بدأ بتعاون دولي في أبحاث الجينات وتشخيصها، ونشرا بحوثهم في مجلات علمية متميزة عالمياً، وحصلا على اعتراف من زملائهما في التخصص بكونهما عالمَين مبتكرَين. وأشار الدكتور السبيل إلى أن لجنة الاختيار قررت منح جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم، وموضوعها في هذا العام "علم الحياة" (البيولوجيا)، إلى الأستاذ الدكتور فامسي كريشنا موثا (الولاياتالمتحدة) أستاذ النظام البيولوجي بكلية هارفرد الطبية، والأستاذ الدكتور ستيفن فيليب جاكسون (المملكة المتحدة)، أستاذ ورئيس معامل أبحاث الأورام بمعهد جوردن. وكان الأستاذ الدكتور فاسمي موثا قد قامباستخدام الميتاكوندريون (المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلية) كنموذج جديد يربط بين الجينومكس والبروتيومكس والاستقلاب وعلم الحاسوب الحيوي. وباستخدام هذه الاستراتيجية التكاملية استطاع الدكتور موثا أن يتعرف على حلقة الوصل بين الاختلال الوظيفي في الميتاكوندريون على مستوى الجزيئات والأمراض المستعصية، مثل مرض السكري. ويعتبر ذلك إسهاماً في إيجاد تطبيقات جديدة في التشخيص والعلاج. أما الأستاذ الدكتور ستيفن جاكسون فقد فاز بالجائزة لإسهاماته المتميزة في التعرف على الصلة بين آليات اضطراب الجينوم، وعلاقة ذلك بمرض السرطان. وبصفة خاصة استطاع أن يكتشف العوامل الجزيئية لإصلاحالحمض النووي. كما يرجع الفضل إلى الدكتور جاكسون في ابتكار أسلوب جديد لتحويل نتائج أبحاثه إلى أدوات لمعالجة السرطان. وعبّرت الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية عن شكرها - بعد شكر الله - لعضوات وأعضاء لجان الاختيار الكرام والخبراء والمحكمين الأفاضل على ما قاموا به من جهود عظيمة، كما عبّرت عن شكرها لكل من تعاون معها من المنظمات الإسلامية والجامعات والمؤسسات العلمية بالترشيح، وتقدر لوسائل الإعلام تغطيتها لأنشطة الجائزة، وتتقدم بالتهاني الخالصة للفائزين.