ما إن تقف المركبات في أول منعطف طريق عقبة الهدا إلا وتسارع قرود البابون وتقفز فوق المركبات دون خوف، فالعلاقة بين عابري طريق الهدا وقرود البابون نشأت منذ عشرات السنين، بدأت بتقديم بعض عابري الطريق للقرود أصنافا من الأطعمة المحببة إليها التي يجلبونها معهم خصيصا لها وامتدت هذه العلاقة لتكون القرود عامل جذب للزوار والمصطافين وعابري الطريق تستوقفهم على جنبات الطريق، ومعلما من المعالم السياحية في الهدا. وبعد أن عادت الحركة إلى طريق عقبة الهدا الثلاثاء الماضي بعد توقف دام 4 أشهر كانت القرود سعيدة بهذه العودة إذ انقطعت علاقتها بعابري الطريق الذين كانوا يأتون إليها وأيديهم مليئة بالأطعمة التي تعشقها وخاصة فاكهة الموز والفواكه الأخرى. "الوطن" رصدت أول من أمس عودة قطعان القرود إلى مواقعها السابقة لبناء علاقة جديدة مع عابري الطريق الذين لم ينسوا علاقتهم السابقة بهذه الحيوانات التي أصبحت من معالم الهدا إذ توقفت عشرات المركبات وترجل منها الشباب والأسر لإطعام القرود ومشاكستها والاستمتاع بمناظرها وهي تقف على جانبي الطريق وكأنها تنتظر عودتهم بفارغ الصبر. وقال مواطنون إنهم أتوا خصيصا لمشاهدة القرود وإطعامها وخاصة أن العلاقة انقطعت لأكثر من 4أشهر، بسبب إغلاق الطريق لصيانته. وقال الشاب جهاد السنوس إنه قدم من مكة وعدد من زملائه في إجازة نهاية الأسبوع عبر طريق الهدا لكي يشاهد القرود ويستمتع بمشاكستها، وقال إنه كان يتساءل طوال الفترة التي أغلق فيها الطريق عن مصير هذه القرود التي تعيش على ما يقدمه لها المارة، مشيرا إلى أنه بمجرد أن علم بفتح الطريق إلا وبادر لصعود جبل كرا وقد وجد قطعان القرود أكثر بكثير مما كان موجودا قبل أن يغلق الطريق. وأشار محمد الدحلي أنه جاء بصحبة أطفاله خصيصا لمشاهدة القرود وإطعامها، مبينا أن الأطفال يستمتعون بالقرود وهي تصعد فوق السيارة ويرمون لها قطعا من الفواكه لتأكلها، مشيرا إلى أن القرود أصبحت حيوانات مستأنسه وتربطها علاقة ودية مع عابري الطريق الذين يستحيل أن يتجاوزوا موقعها دون أن يطعموها أو حتى يقفوا أمامها ويستمتعوا بمشاهدتها.