يداعب المسافرون المتجهون من مدينة الطائف المأنوس الى مدينة مكةالمكرمة قرود البابون فما أن شهد طريق الكر السياحي تدفق أعداد كبيرة من سكان مكةالمكرمة الباحثين عن نسمة هواء باردة وخاصة في نهاية الاسبوع، حيث زحفت هذه القرود على مطلات شاهقات الهدا طريق الكر لأخذ ما بحوزة المصطافين من مأكولات ومشروبات وخاصة فاكهة الموز وكذلك الفصفص فيما يفضل عدد من القرود شراب الكوكتيل والنسكافة والكابتشينو وهناك من ينتظر قشر الحبحب وتناول التين الشوكي والمشمش والكثير من المشروبات والمأكولات الساخنة والباردة التي يقذفها المصطافون والمتنزهون لهم حيث يستمتعون بتناولها في فترة الصيف وسط ضحكات المصطافين ونظرات قرود البابون لهم أثناء التصوير وأخذ أجمل اللقطات لهم. من جهته قال الباحث البيئي في الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها والمدير العام للمركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف أحمد البوق ان ملامسة القرود او اختلاطها بالانسان له ضرر كبير على صحة الإنسان بحسب ما اثبتت الدراسات ان هناك احتمالية انتقال بعض الأمراض الطفيلية أو البلهارسيا. مضيفا إن قرود البابون يمتد تواجدها من جنوبالمدينةالمنورة من منطقة (الاكحل) الى امتداد جبال السروات وصولا الى الحدود اليمنية فهي تعيش بكثرة في الجزء الغربي من البحر الأحمر. وأبان البوق ان أكثر من (2500) قرد من قرود البابون من المجموعات المستأنسة تعيش في منطقة الهدا والشفا وطريق الدائري السياحي والردف، حيث إن هذه القرود نشاطها نهاري مشيرا الى انه على الرغم من رصد (90) نوعا من النباتات البرية التي تعتمد عليها القرود في التغذية إلا ان اعطاء زوار منطقة الطائف لهذه القرود المأكولات وكذلك على مرامي النفايات أو بقايا الأطعمة الملقاة في الحدائق أو التغذية على ما يوجد في الطرقات تتصيدها بطريقتها الخاصة فهذه الأمور جعلتها تعتمد بشكل كامل أو جزئي في مصادر تغذيتها على المصادر البشرية، كما ان هذا الأمر يساهم بشكل كبير في تكاثرها. من جانبه كشفت دراسة حديثة أجراها علماء في فرنسا إن القردة من فصيلة البابون يمكنها التعرف على رسالة من أربع كلمات على شاشة الكومبيوتر وقد وجد الباحثون أن هذا النوع من القردة يمكنه معرفة الفرق بين الكلمات الحقيقية وبين مجموعة من الحروف المختلطة التي ليس لها معنى وبعد تدريبها تمكنت قردة البابون من تمييز الكلمات على الرغم من عدم قدرتها على القراءة. وأوضحت الدراسة أن قدرة هذه القردة على التعرف على الكلمات يمكن أن يرجع بشكل كبير إلى قدرتها على تحديد الأشياء، وليس إلى أي مهارات لغوية.