قال مسؤول أمريكي كبير يوم الأربعاء إن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد أطلقت صواريخ سكود على مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الإطاحة بنظامه في خطوة ينظر إليها على أنها تصعيد في نضال الأسد للاحتفاظ بالسلطة. وقال مسؤولون أمريكيون انهم لا يعلمون بأي حالات سابقة استخدمت فيها قوات الأسد صواريخ سكود خلال الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا وقتل فيها أكثر من 40 ألف شخص. ورفض المتحدث باسم البيت البيض جاي كارني تأكيد هذه الأنباء قائلا إنه علم بها لكنه لا يمكنه الخوض في الحديث في مسائل الاستخبارات. وقال "إن صحت فسيكون هذا أحدث عمل يائس من نظام أبدى استخفافا تاما بحياة الأبرياء. إن فكرة أن يطلق النظام السوري صواريخ داخل حدوده على شعبه أمر صادم وعمل يائس وتصعيد عسكري غير متناسب على الإطلاق." وأكد مسؤول أمريكي رفيع اشترط عدم نشر اسمه استخدام صواريخ سكود. وفي بروكسل قال مسؤول بحلف شمال الأطلسي أيضا يوم الأربعاء أن عددا من الصواريخ الذاتية الدفع القصيرة المدى "من نوع سكود" أطلق داخل سوريا في الأيام الأخيرة. وقال المسؤول الذي اشترط ايضا عدم نشر اسمه "رصدت أجهزة المخابرات والمراقبة والاستطلاع في الحلف إطلاق عدد من الصواريخ القصيرة المدى غير الموجهة داخل سوريا هذا الأسبوع... وتشير مسارات المقذوفات والمسافات التي قطعتها إلى أنها صواريخ من نوع سكود." ووافق حلف شمال الأطلسي الأسبوع الماضي على ارسال بطاريات من صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ الى تركيا لتعزيز دفاعاتها الجوية وتهدئة مخاوفها من التعرض لهجوم صاروخي ربما بأسلحة كيماوية من سوريا. وقال مسؤول حلف الأطلسي ان الصواريخ سقطت في سوريا ولم يصل أي صاروخ الى الأراضي التركية. وتابع المسؤول قائلا ان الحلف ليس لديه معلومات بشأن الضحايا أو الأضرار التي تسببت فيها تلك الصواريخ. وردا على سؤال هل يوجد دليل على استخدام سوريا لأسلحة كيماوية قال المسؤول "ليس لدينا معلومات فيما يتعلق بما احتوته رؤوس الصواريخ." وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما حذر الأسد الأسبوع الماضي من مغبة استخدام الأسلحة الكيماوية في مهاجمة قوات المعارضة السورية قائلا انه ستكون هناك عواقب لم يحددها إذا فعل ذلك. واتفقت الولاياتالمتحدة وألمانيا وهولندا على ارسال صواريخ باتريوت لحماية تركيا لكن من غير المتوقع ان تصل بطاريات الصورايخ قبل مرور بضعة أسابيع أخرى. ونقلت نيويورك تايمز التي أوردت أول الأمر انباء استخدام سوريا الصواريخ عن مسؤول قوله ان اكثر من ستة صواريخ أطلقت على مقاتلي المعارضة. وقال مسؤول آخر ان الصواريخ أطلقت من منطقة دمشق على أهداف في شمال سوريا. وقال مسؤولون أمريكيون طلبوا ألا تنشر اسماؤهم لرويترز انهم لا يطعنون في رواية نيويورك تايمز. من ناحية اخرى لم تؤكد فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية استخدام صواريخ سكود لكنها قالت إن الولاياتالمتحدة رصدت استخدام قنابل البراميل الحارقة في الأيام القليلة الماضية. ووصفت هذه القنابل بأنها "سلاح فتاك آخر يتسم بالعشوائية التامة في إصابة المدنيين." وقالت خلال مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية "في الوقت الذي يزداد فيه يأس النظام نرى أنه يلجأ إلى زيادة القوة المميتة ويستخدم أسلحة أكثر ضراوة."