وجهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس في براغ "تحذيرا شديدا" الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد بشأن احتمال استخدام اسلحة كيميائية ضد شعبه. وقالت كلينتون للصحافيين في العاصمة التشيكية "انه خط احمر بالنسبة للولايات المتحدة". واضافت "مرة جديدة نوجه تحذيرا شديدا جدا الى نظام الاسد بان سلوكه مشين.اعماله ضد شعبه مفجعة". وادلت وزيرة الخارجية الاميركية بهذه التصريحات بعد لقاء مع نظيرها التشيكي كاريل شوارتزنبرغ. وقالت كلينتون "لن ادخل في التفاصيل او اتحدث عن اي اجراءات محددة قد نتخذها في حال بروز اثباتات ذات مصداقية على استخدام نظام الاسد اسلحة كيميائية ضد شعبه". واضافت "يكفي القول اننا سنتحرك بالتأكيد في حال حدوث هذا الامر". وتابعت "لا شك انه هناك خطا يفصل بين الفظائع التي ارتكبوها (نظام الاسد) ضد شعبهم واحتمال استخدام اسلحة كيميائية الذي تدينه الاسرة الدولية بشكل واسع". وردت دمشق بالتأكيد على انها لن تستخدم الاسلحة الكيميائية "ان وجدت" ضد شعبها تحت اي ظرف كان. وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية "تعقيبا على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية التي حذرت فيها سوريا من احتمال استخدام الاسلحة الكيميائية، فإن سوريا تؤكد مرارا وتكرارا بانها لن تستخدم مثل هذه الاسلحة ان وجدت، تحت اي ظرف كان". من جهته، حذر وزير الخارجية التشيكي من ان "الوضع في سوريا فوضى ولا نعرف ما يمكن ان يحصل اذا استولت واحدة من الجماعات المتمردة، على هذه الاسلحة". وذكرت صحيفة نيويورك تايمز امس ان الاميركيين والاوروبيين وجهوا تحذيرا عن طريق وسطاء النظام السوري بعد رصد تحركات لاسلحة كيميائية قام بها الجيش السوري في الايام الاخيرة. ونقلت الصحيفة اليومية عن مسؤول اميركي قوله ان "النشاط الذي نراه يشير الى احتمال اعداد اسلحة كيميائية". والنزاع في سوريا من المواضيع الرئيسية التي سيناقشها وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي في اجتماعهم السنوي اليوم في بروكسل. وكان النظام السوري اعترف للمرة الاولى في نهاية تموز/يوليو الماضي بامتلاك اسلحة كيميائية وهدد باستخدامها في حال حدوث اي تدخل عسكري غربي مؤكدا انه لن يستخدمها ابدا ضد شعبه. واتهم مقاتلو المعارضة الحكومة السورية بنقل بعض هذه الاسلحة الى الحدود. وصرح وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في نهاية ايلول/سبتمبر ان الحكومة السورية نقلت اسلحة كيميائية الى مواقع اكثر أمنا. وردا على سؤال عما اذا كانت المعارضة المسلحة استولت على بعض هذه الاسلحة اشار بانيتا الى "عدم وجود معلومات محددة بشأن المعارضة وما اذا كانت حصلت ام لا على بعض (الاسلحة) وبأي كمية". ويشير الخبراء الى ان هذا المخزون من الاسلحة الكيميائية الذي يرجع الى سبعينيات القرن الماضي يعتبر الاكبر في الشرق الاوسط حيث يقدر بمئات الاطنان. واعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية صباح امس في براغ ان الولاياتالمتحدة "متفائلة برد ايجابي للحلف الاطلسي على مساعدة تركيا في تعزيز دفاعها الجوي"، في اشارة الى طلب انقرة نشر بطاريات باتريوت على حدودها مع سوريا. الا انه اوضح ان نشر هذه الصواريخ يحتاج الى اسابيع حتى بعد موافقة وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي على طلب انقرة في هذا الشأن. وتابع المسؤول نفسه للصحافيين انه حتى لو وافق وزراء خارجية الاطلسي على هذا الامر خلال اجتماعهم الثلاثاء والاربعاء في بروكسل، "فلن يكون هناك نشر فوري" لصواريخ باتريوت. واضاف "اذا اتخذ الحلف الاطلسي قرارا ايجابيا بذلك فاعتقد ان الامر سيحتاج الى اسابيع على الاقل". ويفترض ان تقوم المانيا او هولندا او الولاياتالمتحدة بتسليم هذه الصواريخ التي تنتجها مجموعة لوكهيد مارتن العملاقة الى تركيا.