يستعد حلف شمال الأطلسي لإعطاء الضوء الأخضر لنشر صواريخ باتريوت من اجل حماية تركيا من هجمات قد تأتي من سوريا، وسط تزايد المخاوف من استخدام نظام بشار الاسد لاسلحة كيميائية. يأتي ذلك، فيما قصفت القوات السورية أمس، مناطق تابعة لمقاتلي المعارضة إلى الجنوب الشرقي من دمشق في هجوم مضاد متواصل لكبح المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة. وقبيل اجتماع وزراء خارجية الحلف، قال الامين العام اندرس فوغ راسموسن إن استخدام سوريا اسلحة كيميائية سيؤدي الى رد فعل «فوري» من الاسرة الدولية. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما هدد بشكل مباشر نظيره السوري «بعواقب» اذا استخدم اسلحة كيميائية كما يخشى بعض الخبراء. وصرح أوباما في واشنطن «أود أن أقول بكل وضوح للأسد والذين يطيعون أوامره إن العالم أجمع يراقبكم. إن اللجوء إلى أسلحة كيميائية غير مقبول وسيكون غير مقبول بتاتًا». وأضاف أوباما «إذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الاسلحة، فستكون هناك عواقب وستحاسبون عليها. لا يمكننا أن نسمح بأن يغرق القرن الواحد والعشرون في السواد بسبب اسوأ اسلحة القرن العشرين». وكان مسؤول أميركي أكد الاثنين أن دمشق تقوم حاليًا بخلط المكونات اللازمة لاستخدام غاز السارين عسكريًا. وغاز السارين مادة شديدة السمية تؤدي الى الشلل الكامل ثم الوفاة. وكان النظام السوري اكد امس انه لن يستخدم اي اسلحة كيميائية ضد شعبه وذلك ردا على «تحذير قاس» اطلقته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لسوريا، معتبرة ان الاستخدام المحتمل لاسلحة كيميائية ضد الشعب «خط احمر» بالنسبة لواشنطن. من جانبه، اعلن وزير خارجية الاردن ناصر جودة ان «استخدام اسلحة كيميائية سيغير المعطيات». واضاف ان «النظام السوري يعرف جيدا ان الاسرة الدولية لن تقبل باستخدام هذه الاسلحة في سيناريوهات مختلفة، سواء من قبل النظام ضد شعبه او ضد دول مجاورة، او اذا وقعت هذه الاسلحة في أيد جماعات شريرة». ميدانيًا، قصفت القوات السورية مناطق تابعة لمقاتلي المعارضة إلى الجنوب الشرقي من دمشق أمس في هجوم مضاد متواصل لكبح المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة في العاصمة. ودفع القتال حول دمشق، شركات الطيران الأجنبية إلى تعليق رحلاتها وجعل الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي يخفضان وجودهما في العاصمة مما زاد من الشعور بأن المعركة تقترب من قاعدة سلطة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 200 شخص قتلوا في أنحاء سوريا الاثنين وإن أكثر من 60 منهم حول دمشق. وقصفت قوات الأسد مناطق إلى الجنوب الشرقي من العاصمة أمس قرب المطار الدولي وفي داريا معقل مقاتلي المعارضة إلى الجنوب الغربي. وفي وسط دمشق التي ظلت بعيدة لشهور كثيرة عن قوة الحرب الأهلية الكاملة والتي سقط فيها 40 ألف قتيل تحدثت إحدى المقيمات عن سماع عدد من الانفجارات المدوية. وقالت: «سمعت أربعة أو خمسة انفجارات مدوية. قد تكون قنابل برميلية» في إشارة إلى قنابل بدائية يقول نشطاء إن قوات الأسد تسقطها من طائرات هليكوبتر على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وأحرز مقاتلو المعارضة تقدما كبيرا خلال الأسابيع القليلة الماضية وسيطروا على قواعد عسكرية بعضها قريب من دمشق.