باريس – معن عاقل تذمُّر بين علويي الساحل.. وشتائم للأسد على صفحة للشبيحة. استخدام الكيماوي جاء على أرضية خلافات داخل أعلى مستويات السلطة. قال أحد قادة مجموعات الجيش السوري الحر في مدينة داريا ل «الشرق» إن استخدام السلاح الكيماوي على نطاق واسع يوم أمس الأول، الأربعاء، في غوطة دمشق جاء على أرضية خلافات وتصدعات تعيشها السلطة على أعلى المستويات، مؤكداً أن عناصر الفرقة الرابعة اقتحموا – قبل يوم واحد من استخدام الكيماوي- مركز البحوث العلمية واستولوا على كميات من غاز السارين عنوةً وقتلوا ضابطاً فيه لاعتراضه على تسليمهم الغاز لعدم وجود أوامر لديه بذلك. وأوضح المصدر الذي طلب من «الشرق» عدم ذكر اسمه، أن قوات النظام حاولت اقتحام داريا والمعضمية بعد ساعات من استخدامها غاز السارين إلا أن الجيش الحر دمر لها ثلاث دبابات وعربة بي إم بي في داريا ودبابتين على أوتوستراد المعضمية. إلى ذلك، اعتبر ناشط في محافظة اللاذقية أن بشار الأسد باستخدامه السلاح الكيماوي يبحث عن أي نصر عسكري على قوات المعارضة بعد تزايد التذمر في عموم الساحل السوري إثر هجمات الكتائب الإسلامية على بعض قراه الشمالية الشرقية خاصة أن تلك الهجمات خلقت صراعات بين الشبيحة الذين يعد الساحل أقوى حاضنة اجتماعية لهم. وكانت الخلافات بدأت بينهم بحسب الناشط، إثر فرار فرق شبيحة هلال الأسد من المعركة وترك تلك القرى لمصير مجهول ما اضطر فرق الشبيحة من طرطوس وريف حماة للتوجه إلى تلك القرى واستعادتها، ما أدى إلى مقتل قائد ما يسمى جيش الدفاع الوطني في طرطوس إضافة لعدد كبير من عناصره فيما هرب قائد جيش الدفاع الوطني في اللاذقية مع عناصره، لتنتشر بعد ذلك الاتهامات المتبادلة على صفحات الشبيحة على «فيسبوك» ووصل الأمر إلى كيل الشتائم علناً لبشار الأسد ونظامه، خاصة عندما منع محافظ اللاذقية أهالي قتلى قرى المحافظة من دخول المقبرة لتشييع ذويهم، فأخذ هؤلاء يهتفون بشعارات ضد الأسد وعائلته تتهمهم بالجبن والتخاذل والعجز. من جانبه، قال أحد مقاتلي كتيبة المقداد في المليحة بالغوطة الشرقية إن أعداداً كبيرة من عناصر الجيش الحر انضمت إلى جبهة النصرة إثر استهداف المنطقة بالسلاح الكيماوي، مؤكداً أن هناك أعداداً كبيرة من الشباب صارت مستعدة لتنفيذ عمليات انتحارية في قلب العاصمة دمشق وأن الرد سيكون مزلزلاً للنظام. وأضاف أن تنظيم جبهة النصرة يحاول إعادة ترميم نفسه بعد خلافاته مع تنظيم دولة العراق والشام، وأن أمراءه الجدد معظمهم من السوريين ومن أبناء ومشايخ دمشق، ونوه إلى أنه هو نفسه اختار الانضمام إلى جبهة النصرة بعد ما شهده من تخاذل باقي الكتائب المنضوية تحت قيادة الجيش الحر. على الطرف الآخر، انتشرت مظاهر الاحتفالات والفرح في شوارع دمشق وحي المزة 86 بين مؤيدي النظام، واتخذت تلك المظاهر طابعاً استفزازياً لأهالي مدينة دمشق وترافقت مع إطلاق نار في الهواء وتوجيه عبارات استفزاز للسكان المدنيين المفجوعين بالمجزرة إثر الضربة الكيماوية على ريف دمشق، رغم إعلان النظام الرسمي أنه لم يستخدم أية أسلحة كيماوية وأن قوات المعارضة هي التي استخدمتها. سوريون يعاينون جثث أشخاصٍ قُتِلُوا في غوطة دمشق بسبب الكيماوي (أ ف ب)