تبدع عدد من فتيات القصيم، في تصميم مجسمات المباني التراثية، وقد تمكنّ من تسويقها في عدة منافذ، وصارت بضائعهن رائجة وتجد إقبالاً كبيراً من المهتمين بتزيين منازلهم بالديكورات التراثية الشعبية. هواية.. موهبة.. عمل تقول غادة الأحمد وهي إحدى هاويات تصنيع المجسمات «بدأت هذا العمل كهواية حين كنت في المدرسة، حيث كنت أستمتع بأدائه في حصة التربية الفنية، ثم تحول الأمر إلى موهبة، وأصبحت بارعة في صنع المجسمات التراثية، وبعد أن نجحت في تسويق أول منتج لي قررت تحويل الأمر إلى عمل يدر عليّ دخلاً»، وأضافت أنها تصنع مجسمات للمباني القديمة والمزارع وغالبية الأشكال التراثية، حيث تجد رواجاً كبيراً عند الجميع. وعن المواد المستخدمة في التصنيع تقول «نستخدم الطين والخشب وهما أساس عملنا، إضافة إلى بعض المواد الأخرى»، وتضيف الأحمد أن هذا العمل أكسبها مهارة كبيرة في معرفة فنون البناء القديم والتعامل معه على أتم وجه، كما أنها اكتشفت أن التراث يجذب كثيراً من أبناء الجيل الحالي، وأشارت إلى أن تسويق هذه المنتجات يتم من خلال البازارات الشعبية التسويقية والمهرجانات السياحية، مؤكدة أن انتشار المهرجانات ساعدها كثيراً على تسويق منتجاتها. مكملات الديكور فيما أكدت هاوية صنع المجسمات جميلة السعد، أن المجسمات التراثية أصبحت جزءاً من الديكورات الحالية في المنازل، وأضافت «أعمالنا تجد قبولاً كبيراً جداً لدى الناس، وكثيرون يطلبونها لتستخدم ضمن مكملات الديكور المنزلي أو المكتبي»، مشيرة إلى أن بعضهم يشتريها ويهديها في المناسبات، خاصة وأنها تبدو مميزة عن الاهداءات التقليدية، مشيرة إلى أن العمل على مجسم واحد قد يستغرق شهراً أو يزيد، حيث إن التصميم يخضع إلى مراحل معينة يجب أن تراعى، وأشكال يجب أن ترسم بشكل خاص، كما أنه يجب أن يتم وضع الطين تحت الشمس لفترة معينة؛ حتى يتكون وينشط. تشجيع ودعم وعن تشجيع الأهل لها تقول السعد «أسرتي كان لها دور بارز في تشجيعي ودعمي، وقد كنت أستنزف مبالغ مالية كبيرة منهم؛ لأصنع هذه المجسمات، ولكن ولله الحمد، حققت هذه الأعمال أرباحاً كبيرة، جعلتني أعتمد على نفسي وأشتري المواد بنفسي». وأشارت السعد إلى أنها تعرض منتجاتها من خلال المهرجانات النسائية، وفي المهرجانات العامة عن طريق بعض الوسطاء، وأضافت «أجد عملي جديداً ومناسباً ويتيح لي العمل من المنزل، دون أي ضغوط، غير أن هاويات تصنيع مثل هذه المجسمات قليلات جداً، ولو تم دعمهن من الشركات أو المصانع فسيبذلن قصارى جهدهن وينتجن أفضل ما لديهن، وبالتالي سيبقى تراثنا خالداً حتى وإن كان على هيئة أجزاء من الديكور».