غلفت روائح الأطعمة الشعبية أجواء ساحة العروض بالطريق الدائري الشرقي بمدينة الرياض واستقطبت زوار مهرجان أمانة منطقة الرياض للتراث والأسر المنتجة، والذين تسابقوا على شراء المنتو واليغمش وخبز الصاج والبليلة، بنفس درجة الإقبال على إبداعات الأسر المنتجة من الملابس التراثية والعطور والإكسسوارات النسائية التي تصنعها أنامل نساء اخترن طريق العمل والإنتاج من أجل حياة كريمة لأسرهن. في أركان المهرجان التي تزدان بمنتجات أكثر من 70 أسرة منتجة، لوحة بديعة تجسد قدرة نساء ورجال المملكة على الإسهام في مسيرة التنمية والمحافظة على التراث الوطني، بأفكار ومنتجات متنوعة بعضها ينبع من التراث الشعبي الأصيل والآخر يستشرف المستقبل. في أحد هذه الأركان جلست السيدة أم خالد تعد «الأقط» والسمن والبهارات والدخن ودبس التمر والجبن، وغيرها من الأطعمة الشعبية، وقد ارتسمت على وجهها علامات الرضا والسعادة. عندما سألناها عن مشاركتها في مهرجان أمانة الرياض للتراث والأسر المنتجة، قالت: لقد سبق لي المشاركة في كثير من المهرجانات التراثية بالمملكة، وعندما تلقيت دعوة كريمة للمشاركة في مهرجان الأمانة، بادرت إلى تصنيع بعض الأطعمة والمواد الغذائية الشعبية، التي تحظى بإقبال زوار مثل هذه المهرجانات التي تتيح لي ولغيري من الأسر المنتجة تسويق منتجاتهم بكميات كبيرة. وأضافت أم خالد، ونحن نشكر لأمانة الرياض جهودها في تنظيم هذا المهرجان الذي يحتضن عددًا كبيرًا من الأسر المنتجة في جميع المناطق. وعن أبرز الأطعمة والمواد الغذائية التي تصنعها قالت: هناك «الأقط» والسمن والبهارات ودبس التمر والمشاط والدخن التي نبيعها بأسعار في متناول الجميع، حيث أبيع كيس «الأقط» بعشرة ريالات، والسمن بمائة ريال للكيلو، والدخن بخمسة عشر ريالاً. وأشارت أم خالد إلى أنها تعمل في تصنيع الأطعمة الشعبية وبيعها منذ أكثر من 10 سنوات، بالإضافة إلى قيامها بحياكة الملابس التراثية، ومنها «الشالكي» الذي يباع بسعر 70 ريالاً وتستمر مدة حياكته ثلاثة أيام. وفي ركن آخر من أركان الأسر المنتجة في المهرجان.. وقفت أم راكان تعد الجريش وكبيبة حائل، وساندوتشات «التورتيلا « والسنبوسة وورق العنب، مؤكدة أن إجادتها لإعداد هذه الأطعمة، هو ما شجعها على العمل في هذا المجال منذ ما يزيد عن عامين وذلك بناء على نصيحة إحدى صديقاتها. وأضافت «أم راكان» أنها واجهت صعوبات كثيرة في احتراف هذا العمل كمصدر للرزق -منها عدم وجود أماكن ثابتة ودائمة لبيع منتجاتها على مدار العام وهو ما يجعل عملها يقتصر على الأهل والمعارف والأصدقاء أو من خلال المهرجانات التراثية. وعبّرت أم راكان عن شكرها لأمانة الرياض لإقامة مهرجان خاص للأسر المنتجة مطالبة أن تحذو حذوها أمانات المناطق الأخرى لدعم هذه الأسر ومساعدتها على تسويق منتجاتها. أما أم جهير التي تشارك في مهرجان أمانة الرياض بقائمة طويلة من الأطعمة الشعبية تضم الجريش والمرقوق وعصيدة الدخن والبليلة والكبيبة والآيس كريم القديم الذي يباع في أكياس من البلاستيك الشفاف،فتقول: إنها تعمل في هذه المهنة منذ 20 عامًا وأنها سعيدة للغاية بإقبال زوار المهرجان على منتجاتها وخصوصًا من العصيدة والمرقوق، مؤكدة أن الناس تتشوق لهذه الأطعمة الشهية والمغذية في ذات الوقت، التي لا يعرف الكثير من النساء في الوقت الراهن كيفية إعدادها. وعن أسعار الأطعمة الشعبية التي تبيعها قالت أم جهير، جميع منتجاتي أبيعها في علب، الحجم الصغير منها بخمسة ريالات أما العلب الكبيرة فأبيعها بعشرة ريالات وفي موسم الشتاء أصنع « المحلا والحنيني « مؤكدة أن بناتها يساعدنها في هذه المهنة. وعن الربح الذي يدره عليها هذا العمل أجابت أم جهير بجملة مختصرة ومفيدة وهي «اقنع باليسير يأتيك دون تعسير» أما أم خالد العتيبي، التي تشارك في المهرجانات بالأطعمة الحجازية الشهيرة مثل المنتو واليغمش والسنبوسة والبف، والسوبيا، فتؤكد أنها بدأت العمل في هذا المجال منذ 10 سنوات برأسمال لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال بعد أن تأكّدت من موهبتها في إعداد هذه المأكولات معبرة عن شكرها لأمانة الرياض لتنظيم هذا المهرجان واحتضان هذا العدد الكبير من الأسر المنتجة. ومن منطقة القصيم جاءت أم فهد لتعرض منتجاتها من الخوص، ومنها «المطابيق» التي تستخدم لحفظ الخبز والفطائر وكذلك حقائب القهوة وعلب القريقعان بمجسمات جميلة. وأشارت أم فهد إلى أنها تعمل في هذا المجال منذ 16 عامًا، وكانت بدايتها في الجنادرية ببيع منتجاتها من الخوص والمهفات ثم شاركت في سوق عكاظ بالطائف وربيع بريدة ومهرجانات عنيزة وحائل، كما أنها المرة الثانية التي تشارك فيها في مهرجان أمانة الرياض. وعن موقف الأهل من عملها ومشاركتها في هذه المهرجانات، قالت: إنها لم تجد أي معارضة من عائلتها أو أسرتها، بل إن بناتها وشقيقاتها، يعملن معها في تصنيع منتجات الخوص والحقائب وحافظات الطعام. أما المشاركة مشاعل السليمان، التي تعرض خلال المهرجان منتجاتها من الفساتين التي يتم حياكتها يدويًا. فتقول: إنها تعمل في تصنيع عدة تصميمات من فساتين «روز « والمصنوعة من قماش بارد، والمطرز يدويًا بأشكال يدوية. وأضافت السليمان أنها بدأت عملها في هذا المجال منذ عام واحد، وحققت نجاحًا طيبًا وأرباحًا جيدة من خلال الإقبال الكبير على منتجاتها التراثية في المهرجانات والمناسبات الوطنية، مطالبة بضرورة أن يكون هناك معرض دائم لمنتجات الأسر المنتجة.