لم يكن يوسف بن محمد الجويعد يخطط لأن يكون من الحرفيين الذين يصممون ويصنعون نماذج السيارات والمعدات الثقيلة من الأخشاب في المملكة، ولم يكن يعلم وهو يتدرب على مهنة النجارة عندما كان طفلا، لم يتجاوز العاشرة من العمر، أن تتحول مشغولاته إلى منتجات سياحية تتخاطفها أيدي السياح داخليا وخارجيا. يقول يوسف «تدربت لمدة سنتين في دكان صغير للنجارة، ولم أكن يومها أتجاوز العشر سنوات، وكان العمل الذي نمارسة تقليديا كصناعة الرفوف والأسرة وخلافه من طلبات المكاتب والدكاكين والبيوت، وبعد أن أتممت التدريب وأجدت مهنة النجارة، ولإحساسي الكبير بأنني قادر على الإبداع في النجارة قررت أن أفتتح منجرتي الصغيرة في منزلي». ويضيف «في منجرة غيري كنت أنفذ ما يطلب مني، لكن في منجرتي يختلف الأمر، ففيها أتفنن كثيرا في أعمالي، وأصنع كل ما يطرأ على بالي من مشغولات، حتى أنني تخصصت في صناعة نماذج السيارات والمعدات الثقيلة، إذ كنت أعمل في مجال المعدات الثقيلة منذ17من عمري، وأعرف تراكيبها بشكل تام، لذا فكرت أن أبدأ في صناعتها ونفذت فكرتي, مشيرا إلى أن هيكل السيارة الواحدة تستغرق صناعته من شهر إلى ثلاثة أشهر، لافتا إلى أن صناعته ليست بالهينة، وكل سيارة تحتاج إلى وضع خاص، وعمل مركز، وهناك بعض الهياكل تحتاج إلى مواد خاصة يجب البحث عنها بعناية». وقال إن أسعارها تختلف من مجسم إلى آخر حسب الحجم وطريقة العمل، والمواد المستخدمة في صنع المجسم. وعن النقلة المهمة في مشواره يقول«بالتأكيد انتقالي لأكون ضمن الحرفيين في سوق (المسوكف) التراثي بعنيزة، كان نقلة مهمة جدا بالنسبة لي، كونه مشروعا اجتماعيا وغير هادف للربح، أنشىء لخدمة الحرفيين وهواة التراث», مبينا أن مشاركته ضمن فريق السوق سهلت له مهمة المشاركة في الكثير من المهرجانات والفعاليات السياحية والتراثية داخل المملكة وخارجها. وزاد «أنا على أتم الاستعداد أن أدرب من يرغب في تعلم المهنة».