اعتبر المبتعثون في الأردن محمد عبدالمحسن محمد وعبدالجليل حسين عبدالله وعمران محسن سلمان وعلي البيدي أن الصوم والإفطار مع الأهل والأصدقاء لهما نكهة وطعم خاص في نفوسهم سواء من الناحية النفسية أو الروحانية، وما كنا نسمعه من الأهل عن الصوم قديماً فإننا نراه في الأردن كالمسحراتي الذي يمشي في الشوارع ويضرب الطبول لإيقاظ الناس للسحور، الذي اختفى تقريباً من جميع قرى الأحساء باستثناء شخص أو شخصين نقرأ عنهما في الصحف، أما هنا في الأردن فإنك تراه بعينك وتسمعه بأذنك، ومن عادات أهل الأردن أيضاً في رمضان تزيين نوافذ المنازل بالإنارة التي تكون على شكل هلال، لافتين إلى أن ما يخفف مشقة الصوم في الغربة هو تجمع أربعة أو خمسة من الشباب لتجهيز الفطور وتناوله، وبعض الأحيان يصل عددنا إلى سبعة أشخاص، حيث نقضي مع بعض ثلاث ساعات نعتبرها لحظات ممتعة في المطبخ لتجهيز طبقين أو ثلاثة أنواع من الأكلات والسلطة، أما السحور فساعة وبضع دقائق كافية لإعداده، مشيرين إلى أنهم تعلموا طبخ بعض الأكلات بالتجربة وبعضها بسؤال الأهل عن الطريقة بواسطة فيسبوك، أو عن طريق البحث في الإنترنت، وفي بعض الأحيان نأخذ الطريقة من الأسواق، حيث إذا لم نُجِد طهي نوع معين من الأكلات نعيد عملية طهيه مرة أخرى ويكون في المرة الثانية أفضل، مضيفين أنهم في بعض الطبخات عندما نعملها في المرة الأولى تكون مالحة قليلاً أو تكون ناقصة الملح لأننا لا نتذوق الطبخة أثناء عملية الطهي، وفي كلتا الحالتين نأكلها، وهذا نادر ما يصادفنا في إعداد طبق جديد لأننا أصبحنا مهرة في عملية الطهي، وقالوا إنهم يجيدون كثيراً من الطبخات كالرز بأنواعه واللقيمات والسمبوسة والكوسا المحشي والبطاطس المحشي والمعكرونة والشعيرية وغيرها، التي نحضرها معنا من السعودية، وقالوا إنهم يفضلون أن يكون الإفطار جماعياً لتوزيع مهام الطهي على المجموعة، وأضافوا أن هناك أكلات لا يجيدون طهيها كالهريسة والمحمرة والبيتزا، كما لفتوا إلى أن هناك أكلات أردنية لا توجد إلا في رمضان كالقطايف، وتمنوا أن يكونوا بجانب أهاليهم في رمضان من أجل تذوق أطباق الأطعمة التي لا يجيدون طهيها أو الأنواع الأخرى التي يعدها الأهل بمهاره ، وأضافوا «نفتقد الارتياح النفسي في الغربة»، وقالوا إن الدراسة في رمضان تجعلهم لا يتمكنون من ختم القرآن إلا مرة واحدة بسبب المذاكرة.